تموج منطقتنا العربية بمخاطر وتهديدات بيئية وطبيعية لا تقل خطورة عن التهديدات والمخاطر السياسية والعسكرية، وهو ما يحوج خبراءنا الذين يولون الصراعات السياسية اهتمامهم إلى العناية كذلك بأهمية إدارة الكوارث والأزمات والالتفات لهذا الجانب الآخر من المخاطر التي تهدد #التنمية_المستدامة والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ورأس المال البشري في المنطقة، فعلى سبيل المثال وكما ذكرنا مراراً وتكراراً هناك قضية $الأمن_الغذائي وضرورة تبني القيادات السياسية لها، أيضًا هناك المخاطر الناجمة عن النشاط الزلزالي، حيث يمتد نظام الوادي المتصدع الأردني من البحر الأحمر، ويمر عبر فلسطين، ويستمر شمالًا عبر البحر الميت ووادي البقاع في لبنان، لذا فالعديد من الدول العربية تتعرض بشكل كبير لخطر #النشاط_الزلزالي وتأثيراته، كما تتعرض دول المغرب العربي باستمرار لتهديدات النشاط الزلزالي في جبال الأطلس، ومن المخاطر أيضاً التغير البيئي والمناخ وارتفاع درجات الحرارة العالمية وارتفاع مستوى سطح البحر وهذا يشكل خطرًا كبيرًا على المنطقة ويسبب خسائر فادحة في الأراضي الزراعية في المناطق المنخفضة والمناطق الساحلية منخفضة الارتفاع، ما يجعل مدنًا مثل الإسكندرية والجزائر والدار البيضاء ونواكشوط وتونس عرضة بشكل خاص لارتفاع مستويات سطح البحر. الخلاصة أنه يتحتم علينا الآن أن نولي معالجة هذه القضايا الحاسمة للتنمية المستدامة وإدارة الأزمات الاستراتيجية اهتمامنا، ولا يتحقق ذلك إلا بتغيير التوجه الحالي الذي يتجاهل هذه المسائل الحيوية ويركز فقط على الصراعات السياسية، يجب أن نعمل على تعزيز التنمية المستدامة وتحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز المساواة الاجتماعية وحماية البيئة، ونركز على تطوير مصادر الطاقة المتجددة وتحسين البنية التحتية وتعزيز الزراعة المستدامة لتحقيق التنمية الشاملة، لذا نحن بحاجة ماسة إلى إحداث تحول في أفكارنا وأولوياتنا عبر التركيز على معالجة التحديات الحقيقية التي تواجه منطقتنا وتأثيراتها المستقبلية، لبناء مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا لشعوب منطقتنا.

تموج منطقتنا العربية بمخاطر وتهديدات بيئية وطبيعية لا تقل خطورة عن التهديدات والمخاطر السياسية والعسكرية
by
Leave a Reply