جرائم إيران في كل بلد عربي دخلته لا تخفى على أحد، انظر إلى لبنان أو العراق أو اليمن أو سوريا لتعلم حقدها على كل ما هو عربي، وليس معنى ذلك مقاطعتها أو محاربتها، فقد كتبت كثيراً أن خصماً لا تستطيع القضاء عليه ولا يستطيع هو القضاء عليك فلا بد من التعايش معه والبحث عن سلام المنطقة والمصالح المشتركة، لقد دعمت إيران الإرهاب في كل بلد شقيق دخلته كما في البلدان التي ذكرتها، وحاولت ذلك مع البحرين لولا تدخل المملكة السريع والحاسم، لذلك أقول إن عودة العلاقات واستئناف فتح السفارات كان ضرورة لتبريد الأجواء في المنطقة والقضاء على أي ذريعة لإشعال الأوضاع في المنطقة والتفرغ للتنمية، خاصة أن المستفيدين من اضطراب الأوضاع بالمنطقة كثر، وإيران في النهاية جزء هام من جغرافية وتاريخ منطقتنا لا أحد يستطيع إنكاره أو الاستهانة به، لكن في المقابل نفوس الإيرانيين مليئة بأحلام عن إمبراطورية ممتدة على كامل المنطقة وهذا ليس بغريب فحتى بعصر رضا بهلوي وحتى الثورة عليه كان ينظر لبعض أجزاء المنطقة وبينها الجزر الثلاث الإماراتية على أنها تابعة له داخلة في ملكه ولم يتغير الوضع كثيرًا مع قيام الجمهورية الإسلامية ومجيء الخميني، وإن خمدت هذه الأحلام حالياً أو لفترة فإنها قابلة للاستيقاظ بأية لحظة، فالخلاصة أن السعودية ومعها منطقة الخليج كافة إضافة إلى مصر وتركيا من جانب ودولة إيران من جانب آخر لا مفر من التعايش واستمرار الحوار والعلاقات فيما بينهم إلا أن ذلك لا ينافي الحذر دون التخوين ما لم يصدر ما يغير ذلك. 

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *