التنسيق والعلاقة بين السعودية وأمريكا

لا يتصور أحد أن التنسيق والعلاقة بين السعودية وأمريكا قد ينقطع أو تصل العلاقات إلى مفترق طرق أبداً، خاصة أن أمريكا لا تزال الدولة الأهم والأقوى في العالم، غير أن الجديد والملاحظ حالياً هو هامش الاستقلالية الكبير الذي باتت تتحرك خلاله السعودية في عهدها الجديد، بحيث أن ما يحركها هو مصالحها الوطنية ومكتسباتها، خاصة في مواجهة الغطرسة والاستعلاء الذي جاء بهما بايدن إلى الحكم وكشفت عنهما خطاباته وتصريحاته، في تقرير لبلومبرج أول أمس فإن السعودية باتت الآن تستحوذ على ملايين البراميل من الديزل الروسي التي لم تعد يُسمح بها في أوروبا وبسعر رخيص بعد تحديد أمريكا سقف سعر للروس رفضوا البيع به للأوروبيين، فيما ترسل المملكة في الوقت ذاته إمداداتها الخاصة إلى الأوروبيين بالسعر العالمي، حيث تُظهر بيانات بلومبرج أن السعودية استوردت 174 ألف برميل يوميًا من الديزل وزيت الغاز من روسيا في أبريل وحتى أكثر من ذلك هذا الشهر وفي الوقت نفسه أصبحت أكبر مورد لأوروبا متخطية روسيا منذ فبراير وبما يفوق صادرات أمريكا نفسها لأوروبا، خطوة تحسب للإدارة السعودية، ولعلها تتقارب مع ما فعلته الهند ونشرت عنه بلومبرج أوائل فبراير الماضي من أن الهند بدأت تلعب دوراً متزايد الأهمية في أسواق النفط العالمية بعد العقوبات الجديدة على النفط الروسي، حيث عززت الهند مشترياتها من النفط الروسي الرخيص ثم تكريره وتصديره كوقود إلى أوروبا والولايات المتحدة.

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *