كتبتُ تغريدة عن الصراع العربي الإسرائيلي وأنه سيستمر ما لم تقم الأمور على العدل.
وقد أثارت التغريدة الكثير من الاستفسارات والتساؤلات اضطررتُ معها للعودة إلى كتاب “في كواليس الشرق الأوسط. مذكرات صحفي بجريدة لوموند” لإريك رولو.
الكتاب عبارة عن سرد لعدد من الحقائق وأيضاً الأكاذيب المرتبطة بـالصراع العربي الإسرائيلي في الفترة ما بين 1952 إلى 2012، من خلال مذكرات كاتب وصحفي يهودي مخضرم كان قريباً من دوائر صنع القرار في إسرائيل ومصر خصوصًا.
كان رولو شاهدًا رئيسيًا على حربي 1967 و1973، وكان يروي أحداثهما مما يجري وراء الكواليس والتقى بكل اللاعبين الرئيسيين، حيث يقدم كتابه أحداثاً تاريخية وحقائق عاشها رولو من بدايات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
في مقابلته مع جولدا مائير لإجراء حوار معها في منزلها وبرغم من عدم تدينها إلا أنها أوضحت أن التدين يضمن بقاء الشعب اليهودي، وكذلك في لقائه مع بن جوريون الملحد وأبو الأمة الإسرائيلية يقول نملك دولة ولكن ينقصنا أن نكون أمة، ويرى أن التوراة والصراع العربي هما أساس بقاء إسرائيل.
وكان في آخر أيامه ضد اشتعال الحرب وافتعال النزاع المسلح، إذ كان يرى الأراضي المحتلة بمثابة تهديد مميت للكيان الصهيوني، وقال لو كنت قائداً عربياً ما كنت لأبرم أبدًا معاهدة سلام مع إسرائيل، فنحن قد أخذنا أرضهم، ولن نستطيع الحفاظ على قوتنا إلى الأبد، فالعرب سوف يتفوقون علينا.
وفي المقابل كان دور الإدارة الأمريكية محوريًا في خداع العرب ونشر الدعاية الكاذبة ضدهم لتحقيق مصالح صقور الحرب الباردة وخدمة مجمع الصناعات الحربية الأمريكية، وجعل إسرائيل شرطي المنطقة لحماية المصالح الأمريكية، ولكن ما نتائج كل هذا، إن الاحداث التي تلت حرب الخامس من يونيو 67، ( يوم النكسة ) وإلى يومنا هذا أثبتت أن إسرائيل هُزمت في 67 وإن لم ينتصر العرب، صحيح أن إسرائيل انتصرت في المعركة لكنها كما قال ليفي أشكول “لقد حصلنا على مهر كبير وهو الأراضي لقاء الزواج بعروس لا نحبها وهم السكان الفلسطينيون”، وبالفعل لم ترث إسرائيل بانتصارها في 67 أرضاً فقط وإلا لكانت حققت فوزا ساحقا ولكنها ورثت معه شعبًا لا يكف عن الكفاح وشعوباً عربية تكن لها أبغض المشاعر وطوفان دم لا يتوقف وشباب مستعدون للتضحية بحياتهم لتكبيدهم أي خسائر ممكنة،
وخلاصة القول أن المنتصر الوحيد في الصراعات في الشرق الأوسط هم تجار السلاح و أما بالنسبة لإسرائيل فيستحيل أن تظل الأمور تسير على هذا النحو، ولابد من عودة الأمور إلى نصابها والحق لأصحابه إن كانت هناك رغبة حقيقية للسلام فعلاً.
Leave a Reply