باعتقادي الآن فقط نستطيع القول إن العلاقات السعوديه الأمريكية تمر بأفضل مستويات ممكنة لها منذ عقود، وذلك كون العلاقة الآن تخدم جميع الأطراف المحلية والإقليمية والعالمية، بينما كانت في السابق تخدم مصالح مجموعة ضيقة وغالبًا تضرنا أكثر مما تنفعنا، لكن اليوم ليس كالأمس فقد فقدت الولايات المتحدة حالياً بعض قوتها، وباتت هناك ندية أكثر في التعامل، ولعل أبرز مثال لذلك ما تم تسريبه من قبل صحيفة الواشنطن بوست نقلًا عن وثائق ديسكورد السرية المسربة بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هدد بإلحاق ألم اقتصادي كبير بالولايات المتحدة إذا ما انتقمت واشنطن من قرار تحالف أوبك بلس بتخفيض إنتاج النفط خلال الخريف الماضي وأنه لن يتعامل مع الإدارة الأمريكية بعد الآن، لقد استخدمت الرياض في ذلك سياسة خارجية أكثر تقليدية تتجنب الصراع وتفضل التكيف مع المنافسين كما دافعت عن أفعالها ومصالحها بتحضر ودون استخدام لغة غوغائية تضر ولا تنفع من خلال السبل الدبلوماسية.
لقد تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن العام الماضي بفرض عواقب على السعودية بعد قرار تحالف منتجي النفط الذي تقوده الرياض وموسكو بخفض إنتاج الخام الأسود، وسط ارتفاع أسعار الطاقة مع اقتراب الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، ولكن بعد 8 أشهر، لم يفرض بايدن أي عقوبات على السعوديه، وبحسب صحيفة النيويورك تايمز، فإن زيارة بلينكن إلى الرياض التي استمرت ثلاثة أيام مثلت أوضح جهد حتى الآن من قبل إدارة بايدن لتجاوز العداء الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي للأمير محمد بن سلمان وحكومته خلال الخريف الماضي.
ويقول الأشخاص المطلعون على مناقشات المسؤولين الأمريكيين إن بناء محمد بن سلمان للعلاقات الوثيقة مع الصين خلال الأشهر الأخيرة هو الذي أدى إلى تغيير المواقف داخل إدارة بايدن أكثر من أي شيء آخر،
والخلاصة أن لكل مرحلة متغيراتها وقراراتها المنبثقة من المصلحة الوطنية والمتناسبة مع الأوضاع على الأرض وهو ما أحسنت السعودية حاليا توظيفه واستخدامه.
Leave a Reply