تغريدات مختارة 2023
- قبل أشهر من الآن صرح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بأن المملكة اختارت التركيز على مسار التنمية والازدهار وأنها لن تسمح بجرها لاستقطابات تحيدها عن مسارها، واليوم توقع الرياض وطهران اتفاق عودة العلاقات وتبادل السفراء فيما بينهما، وكما أسلفنا قبل أيام ففي السياسة لا مستحيل وحتى مع أعتى الخصوم يمكن إقامة جسور تواصل تضمن ولو الحد الأدنى لمصالح الطرفين. وهكذا صار هذا الاتفاق دليلا على استقلالية القرار السعودي وبحث مسؤوليها عما يخدم مصلحة شعبها وأمنها في المقام الأول ولعله يكون منطلقاً لحل نهائي للأزمة اليمنية، لذا فتحسين العلاقات مع تركيا ثم مع إيران الآن برعاية صينية أمر مفيد للجميع كما أنه يعيد بعض التوازن للعلاقات الدولية خاصة مع الصراع الذي تموج به المنطقة بعد فشل الاتفاق النووي والتهديد المتكرر من جانب إسرائيل لإيران عسكرياً بمساندة أمريكية تامة وبشكل يضر بدول المنطقة ضررا مباشرا ولا يخدم المصلحة الخليجية قدر خدمته الجانب الاسرائيلي.
- إعادة النظر في نظام الدوام والعمل وتطبيق فكرة إجازة ٣ أيام في الأسبوع لها العديد من الفوائد خاصة إذا ما تم ربطها بزيادة الإنتاجية والقدرة على الإبداع لدى الموظف، فهي تسهم في رفع جودة الحياة وتقليل ضغط العمل والحد من الازدحام المروري وتوفير الوقود إضافة إلى عدم إرهاق الموظفين وخفض تكاليف التشغيل وفوائد أسرية عديدة لكن الأمر يحتاج إلى دراسة متأنية لأن للقرار سلبياته أيضاً فنحتاج إلى بحث طرق معالجتها بحيث لا تتعطل مصالح الناس أو يؤثر طول الإجازة على أداء الموظف وجودة المخرجات أو ازدحام الشوارع والطرقات مع توحيد أيام الإجازة مثلا وعدم تقسيم الموظفين إلى فئات، لذا فإشراك مختصين من مختلف التخصصات ذات العلاقة وطرح الموضوع للنقاش مجتمعاً يسهم في اتخاذ القرار الصحيح.
- اجعل خيرك إلى غيرك أسبق منه إلى نفسك، أعن أخاك على عمل أو تحمل عنه ديناً، فإن لم تستطع فادفع عنه ظلماً أو رد عنه أذى، فإن لم يكن فأعنه على نفسه وأمره بالمعروف وانهاه عن المنكر واستغفر له فان لم تستطع فعلى الأقل اكفه شرَّك. حكمة
- شبابنا من الجنسين حقيقةً بحاجة إلى برامج مكثفة غرضها التوعية، للتعاطي مع المتغيرات المتسارعة التي يمر بها مجتمعنا، هناك تحولات فكرية واجتماعية جدّت، وعادةً ما تكون المرحلة الأولى للتغيير شاقة، ولسنا كمثل عشر أو عشرين سنة مضت، تلمح الآن مملكة جديدة تسارع الخطى للمضي قدمًا في كل المجالات وانفتاح متسارع ينبغي أن يدرك معه شبابنا وبناتنا ما لهم وما عليهم فيه بوعي ودراية وحكمة حتى لا ينجرفوا لسلوكيات غير محمودة، وهذا واجب منظومة متكاملة تبدأ من الأسرة ووسائل الإعلام بمختلف فئاتها وأدواتها ومؤسسات التعليم والمختصين والعلماء يدعم ذلك كله موروث من عاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا الحنيف، التغيير سنة كونية لا يخلو منه مجتمع وقانون اجتماعي لهذه الحياة قد يصاحبه تخوف البعض من آثاره المترتبة عليه لكن في النهاية يمكن الفوز بإيجابياته إذا ما أحسنا توجيهه وأشركنا الشباب في صناعته كونهم المعنيين به أكثر من غيرهم وهم من سيحصدون ثماره مستقبلاً إيجابًا وسلباً لتكون المحصلة النهائية أن ينسجم هذا التحول والتغيير مع ثقافة المجتمع واحترام هويته دون أن يمنع ذلك من انطلاقته وتقدمه.
- قبل أيام وقعت زلة لسان جديدة من الرئيس الأمريكي بايدن إذ قال إن “نصف النساء في إدارتي من النساء”، وهو ما أثار سخرية واسعة بمواقع التواصل تندراً على زلته، إلا أن هذا الكلام إن كان يقصده حقيقةً يفتح المجال للحديث عن المفاهيم الغربية المتطرفة المراد فرضها قسراً على كافة المجتمعات والتي يضطر فيها المجتمع للتعامل مع رجل على أنه امرأة لمجرد أنه اختار ذلك وقرر التحول جنسياً وارتدى ملابس نسائية أو وضع مكياجاً ومن لا يفعل يُتهم برهاب المثلية الجنسية وأنه يعادي النظام الليبرالي العالمي الجديد، ووصل الحال أن بعض الولايات بأمريكا في طور تشريع السماح للأطفال بإجراء عمليات التحول والانتقال بين الجنسين دون موافقة الوالدين، ويقول السناتور الديمقراطي سكوت وينر إنه يهدف إلى جعل ولاية كاليفورنيا دولة ملاذ للأطفال من خارج الولاية لإجراء هذا النوع من الجراحات دون معرفة أو موافقة الوالدين، ولا نعرف على وجه التحديد إلى أي مدى سيصل هذا النوع من الشطط وفرض هذه الرؤى المتطرفة.
- السعودية تطالب بأن يكون لدول الخليج كلمة في الاتفاق النووي مع إيران وتؤكد أنها سمعت برغبة إيران في الجلوس والتحاور معها، هذا ما أكده وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أمس خلال مؤتمر ميونيخ للأمن حيث وضع النقاط على الحروف في العديد من القضايا، فقال نريد أن يكون لدول الخليج كلمة فيما يتعلق بالاتفاق النووي، ونريد العودة للاتفاق النووي لكن بنظرة شمولية وبمشاركة خليجية وأن حصول دولة معادية على سلاح نووي يدفع الجميع للبحث بخياراته. للأسف من أكبر أخطاء بعض الدول المكابرة والإصرار على الدوران في حلقة مفرغة قبل أن يتبن لها في النهاية عدم جدوى ما تفعل فتعود إلى المربع صفر، هذا ما ستدركه إيران في النهاية طال الوقت أو قصر أنه لا مفر من الجلوس والتفاوض واحترام الجيران وعدم التدخل في شؤونهم وأن فكر استقطاب المليشيات وتسليحهم وجعلهم رأس حربة لتعزيز نفوذها خارجياً لن يفيدها شيئا كما لم يفدها سابقاً بعدما بددت ثروات شعبها فيما لا طائل حقيقةً من ورائه.
- زيارة بايدن لكييف تحمل رسالة عنوانها استمرار هذا الوضع غير المحسوم لأي من الطرفين، وأن هذه الحرب مفتوحة الأمد، بايدن رفع بهذه الزيارة أسهمه انتخابياً فهو الرئيس الامريكي الذي يزور كييف وهي تحت القصف مجازفاً بسلامته دعماً لحلفائه الأوروبيين ودفاعًا عن الديمقراطية، وأمريكا تعلن خطة مراوغة وجدول مزيف لضمان وصوله كييف، وهي خطة إعلامية في الأساس وإلا في ظني فبوتين الذي كسرت أمريكا وأوروبا خطوطه الحمراء اكثر من مرة لا يجسر برأيي على استهداف بايدن، ها نحن نشاهد معركة لا تنتهي بين رئيس يرفض الهزيمة بعدما انجر لبدء المعركة وطرف غربي يواصل الدعم والقتال لأوكرانيا حتى آخر جندي اوكراني.
- 8 تريليون دولار يتكلفها العالم جراء الحرب الروسية الأوكرانية وفقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، واليوم تنهي هذه الحرب عامها الأول وتبدأ العام الثاني دون حسم لا لروسيا أو للغرب الداعم بكل ثقله لأوكرانيا، تكبدت الشعوب بوتيرة متفاوتة فاتورة هذه الحرب تضخماً وارتفاعاً في أسعار الوقود والغاز ونقصاً في الغذاء وإضعافاً في إنفاق الأسر وانخفاض أداء الأعمال التجارية طوال العام الماضي، هذا المبلغ المهول كان قادراً على فعل الكثير لهذا العالم خاصة الدول النامية، رأيي الشخصي أن الجميع أخطأ الحسابات سواء من بوتين الذي وقع في الكمين الأمريكي الذي تم نصبه له بتورطه في هذا المستنقع دون أن يجهز لنفسه المخرج حال تأزمت الأمور أو من الغرب باستفزازه المستمر لروسيا حتى بات الناتو يقف على حدودها، والآن كل التصريحات والتحركات الحالية لا تنبئ عن تهدية لذا فالأمور غالبا متجهة نحو التصعيد.
- انتكاس الفطرة والإفساد المتعمد لها بات ديدن الغرب لا ينفكون عنه، حتى أصبح مسيحهم ليس رجلاً، ولا أقول المسيح حاشاه، هكذا بلغ الشطط والجموح بالغرب أن يدعي أن مسيحهم ليس رجلا وهو الزعم الذي تتولاه الكنائس الآن في أمريكا وإنجلترا مراعاة للمثليين، وبالأمس تم تناقل مقطع مصور للقبض على طالب قيل إنه بسبب أنه أصر أمام الطلاب على أن الله لم يخلق سوى ذكر وأنثى، الكارثة أن سيطرة الفساد والانحلال الأخلاقي أصبحت قادمة من أعلى الهرم إذ يتبناها القادة وأعضاء بالحكومات والمجالس النيابية ما يهيئ لسيطرتها وعلو صوتها وهيمنتها وانتشارها، ومع مواصلة هذا الشطط فلعله في المرحلة المقبلة نجد الشخص السوي بتوارى بتصرفاته وآرائه خائفا من أن يجاهر بها وخجلاً منها.
- ٢٥٠ مليار دولار حجم سوق السلاح العالمي في ٢٠٢٢ مقابل ١٢٠ مليار دولار في ٢٠٢١ وفقاً لرسلان بوخوف مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيا في موسكو، لعل هذا يكشف الفائز الوحيد حتى الآن من الحرب الروسية الأوكرانية وهو شركات السلاح، باتت أوكرانيا حقل تجارب لكل أنواع الأسلحة الحديثة سواء الغربية أو الروسية فضلًا عن التخلص مما في المخازن، فلتتخيل أرباح هذه الشركات ومصلحتها في أن تستمر هذه الحرب وإن تضرر الجميع سواء الغرب الذي يعانى التضخم وغلاء المعيشة وارتفاع البطالة وتضرر ميزانياتها بشدة أم روسيا التي تم تجميد أصولها بأكثر من ٣٠٠ مليار دولار فضلا عن خسارتها الداخلية وفقدانها كذلك السوق الأوروبية لتصريف طاقتها أو أوكرانيا التي تدمرت تمامًا وتشرد أهلها وتحتاج مئات المليارات لإعادة إعمارها وأخيرًا الدول النامية التي تعاني التضخم وفقدان الأموال الساخنة والسائحين الغربيين وتتعرض لأزمة سيولة وانخفاض حاد في عملتها، ما يؤثر على استقرارها السياسي.
- أنظمة الحكم العسكرية والتي غالبًا لا تأتي إلى الحكم سوى بانقلابات دموية ليست فقط تقضي على الديمقراطية ولكنها تقضي على الدولة بأكملها، إذ تتحول الدولة إلى ملكية خاصة لعدد من العسكريين ولا مكان فيها لذوي الخبرات والتكنوقراط والكفاءات التي غالبًا ما تفر هاربةً تاركة الدار تنعي من بناها، فتجد كل المناصب القيادية لعسكريين لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بطبيعة المناصب التي يشغلونها، ويقدم ذوو الولاء على ذوي الكفاءة والخبرة، فطبيعي أن تشهد مثل هذه الدول انهيارات اقتصادية وأخلاقية واجتماعية وتنعدم الرؤية وتنسى الجيوش مهامها الأصلية ما يشكل خطورة على مقدرات الوطن، إذن ما الحل؟ للأسف ليست هناك حلول وردية، فالأنظمة العسكرية لا تترك الحكم إلا مضطربة أو بالدم وبعد أن تكون البلد قد انتهت فعليًا والأمثلة حاضرة في العديد من دول العالم ودولنا العربية، بلاد مليئة بالخيرات ومع ذلك تعيش شعوبها أسوأ مراحلها.
- بدعوة كريمة من جامعة الخرطوم وتحت رعاية مدير الجامعة البروفيسور عماد الدين الأمين.. أتشرف بإلقاء محاضرة علمية عن “الأمن الغذائي من منظور استثماري في السودان” بكلية الزراعة بالجامعة صباح بعد غد الاثنين، بحضور نخبة من الخبراء السودانيين في المجال الزراعي والاستثماري.. كل الشكر للجميع مقدماً وأسعد بحضور كافة المهتمين.
- بالأمس أحبطت السلطات السعودية تهريب أكثر من مليوني حبة كبتاجون مخبأة داخل ثمار طماطم ورمان قادمة من الأردن، وقبلها بيوم واحد أحبطت السلطات تهريب ٥ ملايين قرص مخدر مخبأة داخل شحنة كابلات وألقت القبض على مستقبل الشحنة بالرياض، وقبل شهر واحد من اليوم كان قد تم الإعلان عن شحنة مخدرات تم ضبطها تحمل ٣ ملايين حبة كبتاجون.. هذه مجرد أمثلة تشي بالهجمة الشرسة التي يتعرض لها شبابنا وترصد أعدائنا للسوق السعودي أضعاف غيره من الأسواق وعدم يأسهم رغم الجهود المباركة لسلطات المملكة، ما يحوجنا حتماً لبرامج وخطط غير اعتيادية للتوعية ومواجهة هذا الخطر الداهم.
- كل الشكر لمسؤولي جامعة الخرطوم وكافة أعضاء كلية الزراعة بالجامعة ولكل حضور المحاضرة التي ألقيتها عن الأمن الغذائي في السودان من منظور استثماري. تشرفت بلقاء جمع من الأكاديميين ورجال المال والأعمال والخبراء السودانيين وممثلي وزارة الزراعة السودانية، وكان الحضور مميزاً وأكثر من رائع، كما أضاف حضور سعادة السفير السعودي لدى السودان قيمةً وبعدًا جديدًا للقاء.
- يجب أن ندرك أن الخطر القادم خلال الفترة البسيطة القادمة سيتمثل في قدرة كل دولة على توفير الاحتياجات الأساسية لمواطنيها، خاصة الدول النامية، والسودان يستطيع أن يحظى بالنصيب الأبرز في توفير الأمن الغذائي العربي شريطة أن تكون هناك إجراءات حازمة وعاجلة لمكافحة الفساد الإداري وخلق مناخ الاستثمار الملائم وتهيئة الإطار القانوني والتشريعي لضمان وحماية الاستثمارات ورؤوس الأموال وإصلاح التشريعات المتعلقة بحيازة الأراضي والملكية وتصاديق الاستثمار ومعالجة النزاعات مع الأهالي في مواقع الاستثمار وقوانين الموارد المائية ومراعاة التضخم وثبات سعر الصرف وتحويل أرباح المستثمر وتأمين هذه الاستثمارات وإنهاء معاناة الرسوم الإدارية التي لا حصر لها المفروضة على المستثمر والتي تجعله مشتت الذهن ولا يعرف مع من يتعامل. إن الاستثمار الزراعي لا يتم في بيئة متوترة سياسيًا ولا أمنيًا أو لا تتوفر فيها البنية التحتية من أرض وماء وطاقة وطرق واتصالات وتمويل أو لا تتوفر فيها رؤية استراتيجية تأخذ بالاعتبار مصلحة المجتمع ومصلحة المستثمر، وإذا تم معالجة كل ذلك أمكن للسودان توفير المحاصيل الغذائية التي تحتاجها البلاد العربية كافة كالقمح والشعير والأرز والمحاصيل الزيتية والفول والحمص والأعلاف الخضراء المجففة، وتحقيق الأمن الغذائي العربي بشكل كبير والتحوط ضد الأزمات العالمية. وأخيراً السعودية مؤهلة بصورة كبيرة لإيجاد شراكة سياسية اقتصادية ينتج عنها تكامل في تحقيق الأمن الغذائي وأفضل شريك هو السودان الذي هو بالإجماع سلة غذاء العالم العربي إذا تمكن السودان من معالجة تحدياته.
- اليمن عمقنا الاستراتيجي وأمن حدودنا الجنوبية الذي لا نفرط فيه، وحقيقةً هناك أطراف تسعى إلى جعل اليمن بؤرة استنزاف دائمة للمملكة وحرب لا تنتهي، مستغلةً حرص المملكة كقائدة للتحالف على وحدة اليمن، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان كان قد أكد قبل أسابيع على تحقيق تقدم صوب إنهاء حرب اليمن، مشددًا على أن الصراع في اليمن لن يحل إلا من خلال تسوية سياسية وأنه يجب التركيز على هذا، وهذا الحديث بالفعل يزعج أطرافًا عدة دأبت على استغلال الصراع في اليمن لتحقيق مصالحها، وهو ما يجعل الأمر ليس سهلًا، خاصة إذا أضفنا للتحديات أن أمر الحوثي ليس بيده تمامًا، لكن السياسة لا مستحيل فيها وحتى مع خصومك لابد من بناء جسور وعلاقات تسمح بالوصول إلى حلول وسط، وهو الأمر المبشر حيث أفادت تقارير عدة بأن المفاوضات تحرز تقدمًا في اليمن.
- إعادة النظر في نظام الدوام والعمل وتطبيق فكرة إجازة ٣ أيام في الأسبوع لها العديد من الفوائد خاصة إذا ما تم ربطها بزيادة الإنتاجية والقدرة على الإبداع لدى الموظف، فهي تسهم في رفع جودة الحياة وتقليل ضغط العمل والحد من الازدحام المروري وتوفير الوقود إضافة إلى عدم إرهاق الموظفين وخفض تكاليف التشغيل وفوائد أسرية عديدة لكن الأمر يحتاج إلى دراسة متأنية لأن للقرار سلبياته أيضاً فنحتاج إلى بحث طرق معالجتها بحيث لا تتعطل مصالح الناس أو يؤثر طول الإجازة على أداء الموظف وجودة المخرجات أو ازدحام الشوارع والطرقات مع توحيد أيام الإجازة مثلا وعدم تقسيم الموظفين إلى فئات، لذا فإشراك مختصين من مختلف التخصصات ذات العلاقة وطرح الموضوع للنقاش مجتمعاً يسهم في اتخاذ القرار الصحيح.
- وزير الشؤون البلدية والقروية يعلن عن تخصيص سمو ولي العهد مبلغ 1.5 مليار ريال لمعالجة السيول في جدة، سيول جدة تسبب خسائر بالمليارات شبه سنوياً وتحتاج إلى حل ناجع يوقف هذا النزيف من الخسائر في الأرواح والممتلكات ونرى الأسف والتندر الدائم في تعليقات الناس وبمواقع التواصل بمشاريع المعالجات والإصلاح التي تفشل في أول اختبار لها وإن جعلت الوضع أقل سوءًا من ذي قبل، الأمر يحتاج إلى مختصين من ذوي الكفاءة توضع تحت تصرفهم كافة الإمكانات لتطبيق الحلول اللازمة بعد دراسة الوضع واستطلاع التجارب العالمية الناجحة والاستعانة بالخبراء العالميين في هذا الصدد قبل أن تتم المساءلة والعقاب لكل مسؤول حال التقصير والإخفاق.
- ما أضعف الإنسان! كلما تجبّر وطغى وتباهى بعلمه وما وصل إليه جاءه وباء في شكل فيروس لا يرى بالعين المجردة أو كارثة طبيعية تستمر لثواني أو على الأكثر دقائق فتضعه في حجمه الطبيعي وتكشف عجزه أمامها، فيؤوب المتدبر إلى الله ويخضع له ويجدها فرصة للتصالح بين العلم وقيمته وأهميته والأخذ بأسبابه وبين الإيمان بالله وقدرته والإقبال عليه.
- الإصلاح الاقتصادي الحقيقي في أي بلد هو الإصلاح الذي يظهر أثره على حياة مواطنيه، تزعم دول عدة دخولها في برامج إصلاح اقتصادي وتطالب مواطنيها بالتحمل والصبر حتى اكتمال البرنامج وتظل هكذا سنةً بعد سنة وتبشر بنتائج إيجابية وتنشر تقارير دولية تشيد ببرنامج الإصلاح ،دون أثر له على أرض الواقع وفي حياة الناس، إلا أنه في الحقيقة لا يعد هناك إصلاحاً إلا حين ينعكس على رفع مستوى معيشة مواطنيه وجودة حياتهم ومستوى تعليمهم وجودة الخدمات الطبية المقدمة لهم وارتفاع مستوى دخولهم بما يمكنهم من توفير الحياة الكريمة لأنفسهم وأسرهم، والأهم أن يمنحهم الأمل أن لهم ولأولادهم غداً يستحق التضحية والصبر، ودون ذلك هو وهم وتقارير مضللة ممولة أو تصدر بدافع الحسابات والمصلحة بين تلك الدولة وهذه المؤسسات الدولية.
- من مساؤى مواقع التواصل الاجتماعي ولا ننكر أن لها حسنات جمة أنها أفرزت نوعية تافهة من البشر أو كأنما انتُزعت منهم الرحمة أو الضمير تتسابق نحو تحقيق الإعجاب وزيادة عدد مرات تداول البوست أو التغريدة أو الصورة دون اكتراث لشيء آخر ، فآخر همهم المصلحة، تجد الناس في حادثة مرورية أو مصيبة أو تحت الأنقاض وهو كل دوره أن يوثق لحظة احتضار هذا أو ماذا فعل ذاك أو أن يشمت في كارثة حلت أو أن يوثق فضيحة تحدث ويجد فيها فرصة للسبق دون مراعاة لخصوصية الناس أو حزنهم أو سترهم، والأمر حقيقةً يحتاج إلى تدخل وتقنين.
- “لا قروض بلا مقابل” شعار جديد ترفعه الكويت التي تعيد النظر حالياً بحسب صحيفة القبس في سياسة القروض والمنح لإقرار سياسة جديدة تقوم على تحقيق مصالح الكويت وأن يكون القرض الممنوح لأي دولة ذا مردود إيجابي على الكويت مثل تعزيز الأمن الغذائي أو التصويت في مجلس الأمن بشأن القضايا التي تهم الكويت، ووفقاً للصحيفة نفسها فإن الكويت ستسعى لاتخاذ الإجراءات القانونية بشأن التأخُّر في سداد مستحقات الصندوق لدى بعض الدول. قلت قبل سابق إن الشعوب التي تتلقى النصيب الأكبر من الدعم الخليجي لا يعرف أغلبها شيئاً عن ماهية هذا الدعم وفيمَ أُنفق وبمَ عاد عليهم، والمستفيد الأكبر كانت الأنظمة، حتى ظنت تلك الأنظمة هذه المساعدات حقاً مشروعاً لها، بينما تعتبر الشعوب نفسها أنها غير معنية بهذه المشاريع والمساعدات، ولعل هذه السياسة الخليجية الجديدة في الإقراض هي سبب سيل الهجوم الإعلامي على الخليج ودوله حالياً.
- ألا يكون البلاء رفعةً للدرجات وغفراناً وتكفيرًا للسيئات كما يكون عقاباً إلهياً؟ ألا يتوقف البعض عن التنظير باسم الدين وعليهم أن يقولوا خيراً أو ليصمتوا؟ هل من يمسكون بهواتفهم ولا يكفون عن التنظير يرحموا من غشيتهم المصيبة فيتوقفوا عن ترديد ما يفهم منه أن ما أصابهم كان عقوبة من الله؟ هل تكرار هذه التغريدات وإعادة نشرها حتى مع حسن النية وبغية الاعتبار حتى تملأ الفضاء الالكتروني مفيداً الآن وسط عشرات الآلاف ممن يقتلهم الحزن على أهاليهم وأصدقائهم، ومن يأملون نجاة ذويهم ممن هم تحت الأنقاض، وعلى الرغم مما يحدث في سوريا منذ سنوات وما ذاقه السوريون من ويلات فلعله من اصطفاء الله لهم ورفعة لمستضعفيهم، نسأل الله العافية وأن يديم علينا نعمه، كلنا أصحاب ذنوب والله يعفو عمن يشاء ويؤاخذ من يشاء، فالوقت وقت مواساة ورحمة لا وقت تنظير أو شماتة. نسأل الله الرحمة لمن توفوا والشفاء للمصابين وأن يعافينا الله وإياكم ويصرف عنا كل سوء.
- أنصح إخواني بعدم مواصلة الجدل والتعاطي مع كل ما يتناوله الإعلام في دولة عربية شقيقة، فلا تُضيعوا أوقاتكم ولا أوقات متابعيكم في الرد على مثل هذا الغثاء، فتصنعون له قيمة، واعلموا أن هؤلاء غالباً لا يكتبون من بنات أفكارهم ولا حتى يجرؤون ولكن يكتبون بأوامر تُلقى إليهم، هذا إن كانوا هم من يكتبون حقاً. كم نصحنا مرارًا وتكرارًا وتغريداتنا تشهد، ولم يستمع لنا أحد وما نالنا الا الهجوم والغلط أحيانًا حتى من بعض مواطنينا دفاعاً عن أخطاء واضحة حتى لمن لا يبصر ومليارات مهدرة، ويستشهدون بأرقام وإحصاءات هي من إخراج مسؤولي هذه الدولة نفسها، وعندما كنا نرد عليهم لا يسمعون حتى أصبحت إجابتي في النهاية لا حاجة للنقاش، بيننا الأيام تثبت من منا على صواب، ولم يطل الأمر كثيراً بل تحقق أسرع مما توقعت، فالآن لا نسمع لهم حساً، فنصيحتي الأخوية لمن يكتب الآن أن يوجه كلامه نحو العلاج وما يوطد بين الشعوب ويؤلف بينها لا ما يثير الوقيعة ويشعل الخلاف بغير طائل كما تفعل هذه الأقلام المسكينة، فحالنا وحال إخواننا في كل بلد عربي كحال الجسد الواحد، وما الغرض إلا الإصلاح، والله من وراء القصد.
- مؤشر أسعار الأغذية واصل انخفاضه مع نهاية شهر يناير مقارنةً بشهر ديسمبر بمقدار 1.1 نقطة وهو الانخفاض الشهري العاشر على التوالي، مؤشر أسعار الأغذية كان قد بلغ ذروته في مارس الماضي (2022)، إلا أن الأسعار تراجعت الآن بمقدار 18 % مقارنة بمارس، فانخفضت مؤشرات أسعار الزيوت النباتية ومنتجات الألبان والسكر، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في حين أن مؤشرات أسعار الحبوب واللحوم ظلّت مستقرةً، وعلى رغم هذا الانخفاض لا بد أن نذكر ملحوظتين، الأولى أنه رغم هذه الانخفاضات المتوالية إلا أن الأسعار تظل مرتفعة مقارنة بالفترات المناظرة من الأعوام السابقة، وهو ما يحتاج معه الجميع إلى حسن التدبير، أما الثانية فتخص كثيراً من البلدان منها بلدان عربية حيث لا يزال تضخم أسعار المواد الغذائية المحلية لديها مرتفعاً جداً مع زيادة تكاليف الإنتاج وارتفاع قيمة الدولار وضعف عملاتها المحلية وبالتالي ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج.
- “الأمن الغذائي يعني الأمن القومي” مقولة مفضلة لدي. وللأسف الشعوب العربية والأفريقية تدفع الآن ثمن التخلي عن الزراعة المحلية والصناعات الغذائية التي تسهم بتوفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية للغالبية من الشعب. لعل البعض لا يعلم أن قارة أفريقيا كمثال تحوي 60 ٪ من الأراضي الصالحة للزراعة وغير المزروعة في العالم، ورغم ذلك فهذه القارة مستوردة صافية للغذاء منذ عقود، ووفقًا لأحدث التقديرات تعد الواردات الغذائية هي أكبر بند في الميزانية بالنسبة إلى العديد من دول القارة، وفي خضم ارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع الدولار الأمريكي، ارتفعت أيضًا فاتورة الغذاء في إفريقيا، ما أدى إلى تقويض النمو الاقتصادي في الدول الإفريقية، إضافة إلى تقويض القدرة على تحمل الديون وتقويض الاستقرار السياسي بالتبعية. لقد أنفقت إفريقيا وفقًا لمعهد بروكينجز نحو 43 مليار دولار على واردات الغذاء في 2019، وبسبب البيئة التضخمية الحالية، فإن من المحتمل أن تكون آخر الأرقام في هذا الخصوص أعلى بكثير، لقد أدى ارتفاع الدولار مدفوعًا برفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى استنزاف احتياطيات الدول الإفريقية من العملات الأجنبية التي كسبتها بشق الأنفس، كما أدى أيضاً إلى زيادات حادة في تكاليف خدمة الديون، ما زاد من مخاطر حدوث أزمة إفلاس على مستوى القارة.
- التهاون في التعامل مع ظاهرة تغير المناخ قد يؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها، أكتب هذا كمتخصص في هذا الأمر أرى للأسف أن حتى الدول الكبرى لا تأخذ هذا الأمر على محمل الجد حتى الآن، ولا يزيد الأمر لديها عن بضع مؤتمرات تعقد هنا وهناك دون إجراءات حقيقية على الأرض للتعامل مع هذه الظاهرة عالمياً والتي أقل آثارها ما نراه من أزمة الغذاء وشح المياه، ومع الوقت قد تتحول هذه المشكلات إلى نزاعات عسكرية بين الدول، ولعلي لا أبالغ أو أكون متحيزاً إن قلت إن الخطوات التي تأخذها المملكة في هذا الإطار وفق رؤية ٢٠٣٠ في مجالات كالطاقة النظيفة والاستدامة والتشجير والسعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر إن اكتملت كما أُعلن عنها قد تكون هي الأكثر جدية في التعامل مع هذا الأمر.
- تملك الصين احتياطات نقدية هي الأكبر عالمياً وتتجاوز ال ٣ تريليونات دولار معظمها بالخارج في أمريكا وأوروبا، والأدهي أنه حتى العام الماضي كان أكثر من نصفها تقريبًا بالولايات المتحدة، فهنا يكون التساؤل مشروعاً هل يمكن أن تكرر أمريكا السيناريو الروسي مع الصين فتستحوذ على هذه الأصول أو تجمدها حال حاولت الصين اجتياح تايوان أو غضبت عليها أمريكا كما فعلت مع روسيا بعد غزوها أوكرانيا، الحقيقة أن أمريكا نفسها لم تواري في هذا الأمر بل أعلنته صراحة وأكثر من مرة على لسان عدد من مسؤوليها أن الصين ستكون عرضة لعقوبات أمريكية مماثلة إذا ما اتجهت لضم جزيرة تايوان بالقوة العسكرية، وأن ما حصل مع روسيا خير دليل على جدية أمريكا في هذا الأمر، أمريكا في كل تصرفاتها تحاول أن تقول هذا العالم له كبير. إذن ما بين تجميد الاحتياطيات الروسية والتهديدات الموجهة للصين والتلويح بقانون نوبك تستعرض أمريكا عضلاتها، مما جعل الاعتماد الاقتصادي المتبادل سلاحاً يهدد الاقتصاد العالمي ويثير الشكوك حول مصداقيته، وهو ما دفع الصين للتفكير في آلية لتأمين احتياطاتها النقدية لتقليل الاعتماد على الدولار والبحث عن أوعية بديلة للاستثمار بعيداً عن أصول قد تتعرض للتجميد في أية لحظة كتنويع العملات وشراء الذهب والاعتماد على العملات الوطنية في التبادل بين الدول، ونجاح الصين في ذلك وهو صعب قد يلهم غيرها من دول العالم.
- أسعدني حضور ملتقى المسؤولية الاجتماعية، وأتمنى أن تتم إضافة ما قد سبق أن نشرته في كتابي بعنوان الطبعة الأولى الصادر في 2010 كتوصية ومقترح، فلكي يتم تفعيل دور الشركات في المسؤولية المجتمعية يجب أن تعطى الشركات والمؤسسات الحرية في إعطاء جزء من زكاتها أو ضرائبها فيكون لها الحق بتوزيعها وصرفها على من تختار من قائمة المستفيدين المعتمدة من قبل الدولة، وهذا النظام مطبق بعدة دول، مع وجود قانون للضريبة والزكاة يتضمن نصوصًا محددة تحفز وتشجع القطاع الخاص والأفراد على التوسع في تقديم التبرعات لمنظمات المجتمع المدني والمؤسسات العلمية في إطار المسؤولية الاجتماعية وفق أسس واضحة وشفافة. علمًا بأن إيرادات الزكاة حوالي 29 مليار ريال والضرائب حوالي 295 مليار ريال لعام 2021 حسب البيانات المتاحة لدي.
- لا دولة تختار جيرانها، كنت وما زلت أرى أن تأجيج الصراع بين دول الخليج وعلى رأسها المملكة من جهة وبين إيران من جهة أخرى لا يفيد إلا شركات ومصانع السلاح واستنزاف كافة الأطراف وإشغالنا بذلك بدلاً من التركيز على مصالحنا والتعايش فيما بيننا، للأسف إيران بحاجة إلى التقاط طرف هذا الخيط وعدم الانسياق وراء أوهامها التوسعية والتدخل في شؤون الدول المجاورة، وحتى الآن وبعد كل هذه السنوات ماذا جنت إيران من سياستها تلك سوى تردي الأوضاع داخلياً وتفكك الدول المجاورة التي حاولت السيطرة عليها وانتشار السلاح والميليشيات بالمنطقة، حتى بات الوضع كقنبلة موقوتة قد تنفجر بأية لحظة، حيث تحاول السعودية نزع فتيلها دون الإضرار بالمنطقة كلها إلا أنها لا تجد العون اللازم لذلك، إن الاضطربات الحاصلة في إيران من الصعب أن تنجح ولكن حتى في حال نجاحها فهي كما قد تنتهي بحكومة جديدة تضع مصالح شعبها ورفاهه في مقدمة اولوياتها وتراعي حقوق جيرانها إلا أنها قد تنتهي بانقسام وتفكك واضطرابات قد تؤثر على المنطقة بأسرها.
- فكرة استهداف مواقع عسكرية إيرانية من الإسرائيليين والأمريكيين جاءت متزامنة مع سعيهما لكبح طموح إيران النووي، غير أني لا أدري ما الذي ينتظراه من نتائج، هل ستجعل هذه الضربات إيران تتخلي عن طموحها النووي أو عن تنسيقها مع الروس مثلاً أم ستزيدها عناداً وتمسكاً بمشروعها، الأمريكيون تبنوا الضربات بدايةً ثم عادوا لنفي مشاركتهم في الضربات، وعموماً حتى لو كان المنفذ اسرائيل وحدها فالتنفيذ جاء بمباركة أمريكية بكل تأكيد، ومع الوضع المتأزم داخل إسرائيل دائمًا ما ينجح نتنياهو في تصدير أزماته للخارج وإشغال مواطنيه، والحاصل الآن أننا في انتظار رد الفعل الإيراني، فالطبيعي أن على إيران إحداث رد يحفظ ماء وجه نظامها المأزوم بالأساس داخلياً، لكن أين ومتى سيكون هذا الرد وهل سيكون على من وجهوا الضربات مباشرة أم على مصالح غير مباشرة لهم أم سيحتفظوا بحق الرد ويكتفوا بالتصريحات النارية خاصة أن إيران ليس من مصلحتها الدخول في حرب أو عمليات عسكرية مع هذين الطرفين حالياً وهل بواسطتها أو من خلال أذرعها الإرهابية بالمنطقة، الأغلب أنها ستكتفي بعملية قصيرة غير مؤثرة إسكاتاً لشعبها وذراً للرماد في العيون ما لم تتطور الاحداث بشكل مفاجئ، الأيام القليلة المقبلة كفيلة ببيان الرد الإيراني.
- “إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون”.. ذاق الاسرائيليون أول أمس عبر فلسطيني واحد من نفس الكأس التي أذاقوها لمخيم جنين بواسطة جيش كامل قبلها بيوم، اللافت للنظر عدة ملاحظات، أولها أن من يقدم هذه التضحية هم شباب من المفترض أنه تم تدجينهم بمختلف الوسائل ولم يكن يُنتظر منهم مقاومة أو هكذا ظن المحتل، الثانية الرد على عدوان جنين جاء سريعًا رافعا روح الفلسطينيين وضرب اتزان محتلهم وصلفه خصوصا أن الفاعلين دوما ذئاب منفردة ليس لهم سوابق غالبا فيصعب تعقبهم بل يفاجأ بهم الاحتلال، ثالثا احتفاء الكثيرين وبمختلف البلدان العربية بفعل هؤلاء الشباب على مواقع التواصل ما زال يثبت مفاهيم عدة ظن البعض أنها اختلطت، رابعًا ما زالت للأسف بعض فصائل المقاومة سواء بغزة أو الضفة تتاجر بكل حدث وتظن أنها تلعب سياسة حتى تكاد تفقد حاضنتها الشعبية داخل فلسطين وخارجها، أخيرًا لا حل لهذه القضية سوى باحترام إسرائيل للقانون وعدم اتخاذ الفلسطينيين ودماءهم قرابين للوصول للسلطة والفوز بأصوات ناخبيهم أو التغطية على تورطهم في قضايا فساد.
- قد يكون من الأجدى لأمريكا التخلي عن كبريائها وعنجهيتها قليلًا في الإصرار على إلحاق الهزيمة الكاملة بروسيا في أوكرانيا، كما يبدو كذلك من الأجدى للأوروبيين عدم الانصياع التام وراء الأمريكان في رغبتهم تلك، وإلا فعلامَ يعولون في هزيمتهم لروسيا دون استخدام السلاح النووي؟ أتفهم شعور الأوروبيين بعدم الأمان بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن خضوعهم للأوامر الأمريكية دون مراجعة يشكل تهديداً عليهم قبل غيرهم، ولنتذكر أن الغرب ظل يستفز روسيا حتى وصل خطر الناتو إلى حدودها، وما أراه أن مآل هذه السياسة ليس هزيمة روسيا وإنما فوضى كبرى قد لا تستطيع أمريكا السيطرة عليها، وكثير من المفكرين الأمريكيين والغربيين تحدثوا في ذلك، العالم يتغير وهناك قوى جديدة تتشكل، فالآن توجد الصين وتعود بما تملكه من قوة اقتصادية وعسكرية وتقنية، وقبلها القوى البشرية وكذلك الهند المنافس على المرتبة الثالثة اقتصاديًا بعد أمريكا والصين وتبحث عن موطئ قدم لها بين الكبار بل وفي مجلس الأمن وهناك أيضاً دول جنوب شرق آسيا وهناك منطقة الخليج بما باتت تتمتع به من قدرات، وعليه فحق للشرق أن يكون في مركز القرار وأن يكون القرار تشاركياً وأن يكون هناك تعددية أقطاب بعدما ظل الغرب وحده يقود طوال عقود وبقية العالم على هامش الأحداث.
- نعيش في عالم متقلب بشدة ما بين جوائح وحروب وركود وتضخم وتغيرات مناخ، لذا أرى تطوير نظام للإنذار المبكر للغذاء الذي اعتمده مجلس الوزراء كأحد مهام الهيئة العامة للأمن الغذائي كان خطوة ضرورية بل وملحة، كونه سيقدم توقعات عن أوضاع الأسواق العالمية بعد دراسة كل المعطيات لاتخاذ القرارات المناسبة التي تكفل الأمن الغذائي للمملكة أمام الأوضاع الطارئة والأزمات، سياسة في الاتجاه الصحيح وتتطور إلى الأفضل مع الوقت ورأينا نتائجها مع جائحة كورونا ثم الأزمة التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية، كانت والحمد لله الأسواق عامرة بكل السلع وكانت هناك وفرة فيها في وقت كان العالم يمر بأزمة أمن غذائي عالمية.
- الفطام صعب لكن في النهاية لابد منه، كما أنه لا طفل يظل رضيعاً معتمداً على غيره طوال عمره كذلك بعض الأنظمة يحتاج إلى فطام إجباري عما ظنه مكتسبات أبدية ودين مستحق له على الآخرين.
- نصيحة للشباب المقبل على سوق العمل: سوق العمل عالميًا يمر بمرحلة قاسية ومزيدٍ من التدهور مع الأزمة الاقتصادية الحالية، نسمع كل بضعة أيام عن أعداد مهولة بالآلاف يتم تسريحها خاصة في قطاع التكنولوجيا مثل شركات آبل ومايكروسوفت واوراكل وأمازون وجوجل تحت ضغوط خفض النفقات التي تتفاقم مع التخوف من الركود الاقتصادي، وفي تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية قبل أسبوع توقع أن تصل البطالة إلى ٢٠٨ ملايين فرد في ٢٠٢٣ وأن يجبر التباطؤ الاقتصادي العالمي مزيداً من العاملين على قبول وظائف منخفضة الأخر والجودة، كما تستطيع بوضوح ملاحظة أن سوق العمل عالميًا قد يستغني تمامًا أو على الأقل لبضع سنوات عن أعداد كبيرة في القطاعات التي يدخل بها الذكاء الاصطناعي أيضًا حال انتشرت الطباعة ثلاثية الأبعاد في الإنشاءات فقد لا تحتاج الشركات الكبرى إلى كل ما لديها من هذه الأعداد الكبيرة وفي مجال التعليم كذلك مع انتشار التعليم عن بعد والأونلاين، وأضف إلى ذلك قطاع المقاولات، وهكذا في العديد من القطاعات وكل ذلك يؤدي لنتيجة حتمية أن العامل الأكفأ والأكثر جاهزية هو وحده سيكون الأقرب لفرص العمل وهو الأقدر على الاحتفاظ بوظيفته، وهذه نصيحتي للشباب الراغب في البقاء والاستمرار داخل سوق العمل، فكونوا على استعداد ولا تكتفوا بما أنتم عليه من معرفة وخبرات وتابعوا كل جديد في مجالكم واكتسبوه وإن لم تكونوا بحاجته البوم فستحتاجونه غداً.
- كتب الكاتب المصري عماد الدين أديب اليوم مقالا بعنوان “لا تتركوا الأردن وحيداً” طالب فيه بمساندة الأردن في أزمته الاقتصادية قائلاً إن السعودية ومصر مشغولتان بأوضاعهما الداخلية عن الأردن، والحقيقة أن المقال وكلام الكاتب يحمل مغالطات من عدة أوجه، منها أن الأردن معتمد على المساعدات الخارجية منذ عقود فليست أزمته بالجديدة ثم إنه من المستغرب الربط بين السعودية ومصر قي مسألة دعم الأردن وانشغالهما عنه، والحقيقة أنه لا مجال هنا للربط ولا للمقارنة مع كامل التقدير لدولة مصر الشقيقة، وبحث سريع عبر أي محرك بحث على الانترنت يبين تاريخ المملكة في دعم شقيقتها الأردن ولا منة في ذلك، فكل الدول الشقيقة لا تتأخر السعودية عن دعمها، وحسناً فعلت المملكة بقرارها مؤخراً أن تكون المساعدات والدعم مقترنان بالأفعال والإصلاحات على الارض، فلا توجه لصالح الأنظمة بقدر توجهها لما يعود بالفائدة والنفع على الشعوب.
- عالم اليوم لا يفهم إلا لغة القوة ولغة المصالح، وهي اللغة التي بدأت المملكة باعتقادي تخاطب بها الجميع واضعةً مصالحها ومصالح أمتها في المقام الأول، السعودية تؤكد على لسان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان أنها لن تقوم بالتطبيع مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية، وتؤكد أن التطبيع والاستقرار الحقيقي لن يأتي إلا بإعطاء الفلسطينيين الأمل من خلال منحهم الكرامة وهذا يتطلب منحهم دولة. وبالأمس صرح وزير الخارجية الأمريكي أن أمريكا احتاجت إلى وقت طويل لإعادة التوازن إلى علاقاتها مع السعودية. تعاملات ومواقف السعودية الآن حقيقةً تتسم بالحسم وتنهي أية أقوال تتردد هنا أو هناك، فضلاً عن المكانة الجديدة التي باتت تكتسبها المملكة يومًا بعد آخر.
- أعلنت المملكة عن تحدي ابتكاري عالمي للمشاركين بمنتدي دافوس بجائزة قدرها ١٠٠ ألف فرانك سويسري بهدف حشد حلول تسهم في توفير الأغذية المحلية في البلدان المتضررة من شح الأمطار والجفاف والتصحر، وكمختص في هذا المجال الحيوي كنت قد تناولت هذه التحديات تفصيلاً في كتاب استراتيجية التنمية الزراعية، من تحقيق الأمن الغذائي ومحاربة الفقر وتطوير الأرياف، وأرى هذه المسابقة خطوة بناءة بل رائعة تعزز قوتنا الناعمة ودعاية كبيرة لما تقوم به المملكة حاليا من أدوار ريادية داخل محيطها العربي والعالمي.
- يقول ابن الجوزي: لا يزال التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام؛ فإن الناس مجبولون على الزﻻت واﻷخطاء فإن اهتم المرء بكل ذلة وخطيئة تعب وأتعب. والعاقل الذكي من لا يدقق في كل صغيرة وكبيرة مع أهله وأقاربه وأصحابه وجيرانه. قال الأعمش: التغافل يطفئ شرًا كثيرًا.
- وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أكد قبل يومين أن المملكة تواصلت مع إيران وتحاول إيجاد طريق للحوار معها، كون الحوار هو السبيل الأمثل لحل الخلافات في المنطقة. فهل ستلتقط إيران هذا الخيط وتتيقن أن حالة عدم الاستقرار الراهنة في المنطقة والعالم تلزمها بالتخلي عن التدخل في شؤون الآخرين وإحداث انفراجة حقيقية مع محيطها وعمقها الاستراتيجي كي لا تخرج الخلافات في المنطقة عن السيطرة خاصة مع الأحداث العالمية الملتهبة والاقتصاد المتهاوي واقتراب إعلان وفاة الاتفاق النووي، لا شك أن الخلافات كبيرة الا إنه يمكن تحقيق تفاهم في كثير منها إذا ما تخلت إيران عن طموحها غير المشروع مع محيطها.
- أيام المساعدات الخارجية غير المشروطة ولّت، هذا فحوى ما صرح به وزير المالية السعودي محمد الجدعان اليوم خلال مشاركته في منتدى دافوس، من أن المملكة ستغير طريقة تقديم المساعدات لحلفائها من تقديم منح مباشرة وودائع دون شروط إلى مساعدات مشروطة بإصلاحات واستثمارات مشتركة. وهو ما أراه نقلة نوعية وتغييرًا شاملاً في أسلوب المساعدة نحو طريقة تخدم الشعوب أكثر مما تخدم الأنظمة والحكومات الموجه إليها الدعم، كانت المملكة تقدم المنح والمساعدات مباشرة دون شروط، وها هي تغير ذلك، فمن يتلقى الدعم عليه الكشف عما قام به من إصلاحات وهل تساوي حجم الودائع وهو ما ركز عليه الجدعان بالقول “نريد المساعدة لكننا نريد منكم الاضطلاع بدوركم”. الخلاصة ما سيجري الآن أن من يتلقى مساعدة ودعماً عليه بالفعل توجيهها إلى شعبه وأن يُرى أثرها في بلاده ولا أن يتصرف به كملكية خاصة أو منحة شخصية يضعها حيث يشاء حتى وإن لم يكن لذلك عائد يستحق على مواطنيه.
- منذ منتصف 2022 جاءت كلمة ركود وكلمة تضخم بين أكثر الكلمات بحثًا عبر الإنترنت حتى إن مقالة الركود جاءت بالمركز الثاني في البحث من بين ما يزيد على ٦،٥ مليون مقالة بموقع ويكيبيديا، ولعل هذا الأمر يعكس مدى القلق الذي يعيشه العالم أجمع جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي عاينوها بأنفسهم لأول مرة بهذه الصورة القاسية مع دخول الربع الثاني من العام الماضي ومستمرة معهم إلى الآن، ولعلها ستستمر هذا العام ولربما بعض العام القادم، وها هي كل التوقعات الاقتصادية للمستقبل القريب تنذر بالأسوأ فتزيد الأمر سوءاً، ويكفي أن تجتمع معاً كلمتا ركود وتضخم حتى تتضح لنا مؤشرات هذا المستقبل، فعندما تلجأ الحكومات إلى صناعة الركود كآلية للسيطرة على التضخم فالخوف كل الخوف أن يحدث الركود ورغم ذلك لا تتم السيطرة على التضخم وبالتالي تقع الدول في ركود تضخمي بمعنى بطالة وتعطل النشاط الاقتصادي وإلى جانبه الأسعار آخذة في الارتفاع بلا توقف وهو ما وقعت فيه دول عدة، ورغم صعوبة الموقف على الدول النامية والاقتصادات الناشئة فالأمل في تقليل حجم الأزمة بالاتجاه نحو تعزيز الإنتاج ومحاولة توليد استثمارات إضافية وتحسين الإنتاجية، والحمد لله رغم أن الأزمة الحالية لم تستثني أحداً إلا أن منطقة الخليج تظل من أقل المناطق تأثرا بها.
- فشل التوصل إلى اتفاق مع إيران في شأن الاتفاق النووي ووصول المفاوضات معها لطريق مسدود على حد وصف مدير وكالة الطاقة الذرية ينذر بمخاطر محتملة على المنطقة بل مرجحة وقد تكون كارثية، وآخر ما تحتاجه المنطقة هو عمل عسكري يشعلها مع تصاعد لهجة التهديدات ما بين إسرائيل وإيران وتصريح إسرائيل بأن إيران باتت مؤهلة لتصنيع أربع قنابل نووية، وسعي حكومة نتنياهو إلى تعجيل تسلم الأسلحة الأمريكية لتزيد من فاعلية ضربتها إذا ما قررت توجيه ضربة لإيران، الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري الأسبق كتب تغريدات حذر فيها من مغبة عمل عسكري يهز منطقة الخليج إذا ما قررت إسرائيل ضرب إيران وأن الوضع يستدعي من الجميع الانتباه تحسباً لأي احتمالات داعياً إلى ضرورة معالجة المشاكل القائمة معالجة سلمية. كتبت قبل سابق أن احتمالات فشل الاتفاق النووي مع إيران تكاد تكون مؤكدة ومع أمل البعض وتحليلاتهم عن امكانية العودة لإحياء الاتفاق إلا أنه غالبا لن يحدث، إذ ان هناك رغبة أمريكية إسرائيلية بتوجيه ضربة لإيران لكنها تنتظر اللحظة المناسبة.
- أصبح واقعاً الآن أن كثيراً من بني جلدتنا تجدهم يخجلون من هويتهم متأثرين بسلوكيات وحضارة الغرب منبهرين بكل ما لديهم ويحاولون تقليدهم، وهذا يحمّل مثقفينا ومفكرينا مسؤولية جسيمة نحو هذه الأجيال التي خرجت للنور في عصر انهزام ثقافتنا العربية وغلبة الثقافة الغربية، فقضية الهوية يجب أن تظل قضية محورية في حياتنا كونها سر تماسكنا وما يمنحنا قيمتنا وعزتنا وبالتالي قدرتنا على العمل والإنتاج وإفادة البشرية ، وعليه فهويتنا تقوم على دعامتين أساسيتين والبقية فروع لهما وهما لغتنا وإسلامنا، ولعلنا نلحظ أن كافة الدول العربية التي تم احتلالها كان الاحتلال فيها حريصًا على طمس كل ما له صلة بهما، من هنا يبرز أهمية الدور الواجب على مثقفي الأمة النهوض به نحو تنمية الوعي بحقيقة هويتنا العربية الإسلامية ودورها وتجسيدها واقعا معاشاً يلمسه الآخرون وعظمة تاريخنا والاعتزاز به ومواجهة الأطروحات المضادة بالتمحيص والتفنيد، فلعل هذا يكون من أهم خطوات صلاح أجيالنا الناشئة وتحقيق رفعتنا واستعادة الغلبة الحضارية من جديد.
- الوضع في دولة مصر الشقيقة يمكن اختصاره في انهيار متتالي للعملة المحلية الجنيه وارتفاع للتضخم بصورة لا يحتملها المواطنون وغلاء فاحش في الأسعار وشكوى وتذمر صامت من الناس.. أليس كل ذلك نتيجة طبيعية لسياسات قائمة منذ سنوات لا تقوم على الإنتاج والتوجه لمشروعات قائمة على مجرد اللقطة واقتراض لا ينتهي ويتم هدره ولا يُوظف بشكل صحيح وسيطرة رأي الفرد دون الرجوع للمختصين. قد حذرنا من ذلك العديد من المرات حباً في هذا البلد الهام والمؤثر فهاجمنا الكثيرون. والآن ترتمي مصر في أحضان صندوق النقد تنفذ تعليماته رغم قسوتها وخطورة تنفيذها على الاستقرار السياسي للدولة وما تدخل الصندوق في بلد إلا وأفقر أهلها ودمرها وانظروا إلى كل التجارب الأخرى دون استثناء، ولا حل بنظري سوى بتغير السياسات العليا والأشخاص الذين تسببوا بالأزمة مع توفر دعم خارجي موجه ومشروط منعاً لأزمة أو كارثة الانهيار.
- جميع الناس يملكون نفس العين، لكن يختلفون في النظرة، أحدهم ينظر بعين التقوى، والآخر بعين الحسد، والثالث بعين الأنانية، وذاك بعين الغدر، وهكذا. جعلني الله وإياكم ممن ينظر دايماً وأبدًا بعين التقوي والصلاح والطاعة والمحبة.
- عند الهموم والمصائب استعن عليها بالصلاة والصبر والدعاء والصدقة، فهي أسباب عظيمة ومجربة لزوال الهم والكرب، وهذا لا ينافي سعيك وأخذك بالأسباب لإزالتها، فما خلقت الأسباب إلا لنستخدمها.
- الحرية المطلقة هي من قبيل الوهم، والمجتمعات بأكملها تخضع لهذا المعيار، حتى أمريكا نفسها التي يظن مواطنوها أن لهم كامل الحرية في الاختيار أو الانتقاد فيها تجد أنهم عند حد معين مسيطر عليهم، ولكن بوسائل مختلفة، فكما أنه لا أحد يجرؤ في الصين على انتقاد الحزب الشيوعي وهكذا الحال في روسيا أو كوريا الشمالية أو كوبا تجد أنه في أمريكا يوجد اللوبي اليهودي مسيطرا تماما على الوضع بها فلا أحد يجرؤ على توجيه الانتقاد إليه والحزبان الحاكمان الديمقراطي والجمهوري في هذا سواء، فاللوبي اليهودي هو المتحكم بمفاصل وإدارة الدولة وانتقاده ممنوع، ومن يفعل فهو يضع نفسه على المحك كونه يضع يده على قضية حساسة ويكسر أحد المحرمات بالسياسة الأمريكية.
- مذكرات الأمير هاري استخدم فيه أسلوباً فضائحياً يغري برواجها وهو ما حدث فعليًا، حيث باتت مذكراته بعنوان “سبير” الأكثر مبيعًا حالياً بين البريطانيين، إلا أن هذا الأسلوب يضر أكثر مما ينفع، فما المعنى من نشر معلومات عن تعاطيه الكوكايين والمخدرات بعد وفاة والدته وافتخاره بقتل الأفغان دون داعٍ والتفاصيل عن ممارسته الجنس لأول مرة واتهاماته للعائلة المالكة البريطانية، خصوصا والده الملك تشارلز وزوجة أبيه كاميلا وشقيقه الأمير وليام وخلافاته معه التي وصلت حد التعارك باليد. لقد أحسنت مكتبة بيرت في طريقة عرضها للكتاب حين عرضته على واجهة المكتبة الزجاجية بجانب رواية للمؤلفة بيلا ماكي الذي يحمل عنوان “كيف تقتل عائلتك؟” في إيماءة لما فعله بحق عائلته المالكة، فيما وضعته مكتبة أخرى هي مكتبة “ذا أوبن بوك” بجوار كتاب بعنوان “تاريخ الخيانة”. على أي حال لعل المستفيد الأول مما فعله هاري كان أخوه الأمير وليام ولي العهد، إذ وضع الكتاب الأميرين في مقارنة لناحية التزامهما بالأعراف واحترام التقاليد الملكية لصالح وليام بالطبع، فالدرس المستفاد أن النقد الجارح وأسلوب الفضائح ليس دائمًا يكسب بل قد يؤدي لمفعول عكسي، فبدلاً من أن تثير المذكرات تعاطف البريطانيين مع هاري أدت إلى استيائهم وامتعاضهم من فعله وكونه ليس على قدر المسؤولية.
- مساعدات عسكرية جديدة من أمريكا تصل أوكرانيا بقيمة ثلاثة مليارات دولار هذا فضلاً عن المساعدات الأوروبية، كما قلنا أمريكا لا تريد إيقاف هذه الحرب والأوروبيون طامعون في استنزاف روسيا والقضاء على قوتها العسكرية، فيما روسيا غير قادرة على تحقيق النصر أو حتى إنهاء المعركة، الأمر يتحول إلى حرب طويلة الأمد، ويؤكد ذلك تصريح المتحدث باسم الرئاسة التركية الذي قال إن موسكو وكييف لا ترغبان بوقف الحرب رغم أنهما غير قادرتين على تحقيق نصر عسكري، ومع الأسف تعميق هذه الأزمة وإطالتها يجلبان المعاناة والخسائر على الجميع وليس الدولتين المتحاربتين فقط.
- الاحتياطي النقدي للصين يرتفع إلى 3.128 تريليون دولار بنهاية ديسمبر الماضي، مرتفعاً بمقدار ١١ مليارًا عن نوفمبر الذي بلغ فيه الاحتياطي 3.117 تريليون دولار بحسب رويترز، والصين بذلك هي صاحبة أكبر احتياطي في العالم، وهنا لي تعليقان: الأول يخص السيطرة الحالية للدولار الأمريكي وهيمنته والتي ستدوم لفترة ليست بالقصيرة وستكون الصين أول الخاسرين حال فقدان الدولار لقيمته، أما التعليق الثاني فيتعلق ببعض دولنا العربية التي يرمي مسؤولوها اللوم على الزيادة السكانية في انهيار الأوضاع الاقتصادية، فالصين التي تقارب مليارا ونصف المليار نسمة جعلت ثروتها البشرية دليلها نحو هذه المكانة التي تتبوأها حالياً، فالزيادة السكانية ليست شرا مطلقاً كما يظن البعض.
- الصين تواجه من جديد تفشياً غير مسبوق لوباء كورونا وذلك مع تراجعها عن استراتيجيتها صفر كوفيد والتي فرضتها بصرامة منذ قرابة ٣ سنوات وحتى أيام قلائل مضت في ديسمبر الماضي، أخشى أن يُدخِل ذلك العالم كله في كارثة كبرى جديدة قد لا يتحملها الكوكب هذه المرة مع معاناته من آثار كوفيد ١٩ ثم الحرب الروسية الأوكرانية والتضخم والركود، وبالأمس فقط كشف مسؤولون صينيون أن نحو 90 ٪ من مواطني مقاطعة خنان، ثالث أكبر مقاطعة في الصين تعدادًا للسكان، أصيبوا بالفعل بفيروس كورونا وأن عدد المصابين في المقاطعة تجاوز ٨٨ مليوناً وذلك عقب تخلي الصين عن مكافحة كوفيد ورغم ذلك فالصين أعلنت قبل أيام عن فتح مطاراتها وحدودها أمام العالم، منظمة الصحة العالمية أكدت أنه يتعين على المسؤولين الصينيين أن ينشروا المزيد من المعلومات اللحظية عن تطورات كوفيد19 وسط هذه الارتفاعات الحادة في معدل انتشار العدوى في البلاد، كما فرضت بعض الدول قيودًا على القادمين إليها من الصين، حقيقةً المخاوف الدولية مشروعة مع هذا التخلي المفاجئ للصين عن الاحترازات الوقائية والقلق يتزايد إزاء الطفرات الحالية لـ(كوفيد – 19) في الصين وغياب بيانات شفافة في هذا الخصوص، نسأل الله السلامة للجميع.
- من هو المثقف؟ باعتقادي أقرب تعريف له أنه شخص يمتلك معرفة ووعياً ومهارات تعبيرية تمكّنه من التأثير على فئات المجتمع ونقل نبض الشارع ومشكلاته وهمومه لمن يملكون القرار، دون استغلال مواهبه تلك في جني منافع شخصية بغير حق، فهو منحاز إلى قيم الخير والنفع العام قبل أن يكون عالماً أو متخصصًا في أحد فروع العلم والمعرفة، لكن لماذا تلاشى تأثير المثقفين حاليًا؟ بعض المثقفين ومن يظنون أنفسهم كذلك وساعدت مواقع التواصل والإعلام الجديد على انتشارهم وشهرتهم باتوا يترفعون على الخلق ولا يريدون توجيه النصح ولكن الأوامر لهم، كأنهم باتوا أوصياء على المجتمع وينتقدون عدم استجابة الناس لهم، يقول بول نيزان إن “خيانة المثقفين تكون فى الصمت وعدم الالتزام والاكتراث بقضايا المجتمع والحياة الحقيقية”، لذا فالمثقفون مطالبون بوضع موهبتهم وشهرتهم فى خدمة القضايا الأكثر عمومية وإلحاحًا والالتزام بمجابهة السلبيات، نحن لا نعيش في عالم خيالي أو مثالي ولكنه عالم مليء بالإيجابيات والسلبيات، من هنا برز دور المثقف وحاجة مجتمعه له وما يجب أن يكون عليه.
- توقعات كثيرة انطلقت مع بداية الحرب الروسية على أوكرانيا إلا أنها لم تقع تماماً كما رغب أصحابها، فما بين توقع أن تلتهم روسيا أوكرانيا في عدة ساعات أو بالكثير أيام وقد تستدير على أوروبا وبين أن تتجمد أوروبا هذا الشتاء بعد وقف الغاز الروسي وكذلك القول بأن الصين وروسيا قادرتان على إنهاء سطوة الدولار الأمريكي، والحقيقة أنه مع انقضاء قرابة عام على بدء الحرب ورغم معاناة الأوكرانيين ومن خلفهم أوروبا إلا أن شيئًا من ذلك لم يحدث على الوجه المنتظر، فالأوكرانيون لا يزالون يدافعون عن أرضهم بدعم خارجي مفتوح وأوروبا نجحت في ملء خزاناتها من الغاز والدولار الأمريكي في أوج سيطرته وروسيا لم تنتصر أو تحقق إنجازاً يذكر لها بل تضررت سمعة جيشها وبذلك تم تفريغ هذه الحرب من أي معنى فأصبحت حرباً عبثية لا منتصر فيها والكل ينزف، والرابح الوحيد هو الولايات المتحدة من هذه الحرب التي تضرر جراءها العالم بأثره بدرجات متفاوتة، لذا فنداء العقل الآن يحتم على بوتين إيجاد مخرج لنفسه وفرضه لإنهاء هذه الحرب قبل دخول الصيف وقد يكون للدول المؤثرة دور في إيجاد هذا المخرج له وهذا ما لا أتوقع حدوثه قريباً ولن تسمح به أمريكا حاليًا مع استنزافها لقدرات كافة الأطراف.
- أنهيت قراءة كتاب القرار، والذي يلخص مذكرات وشهادة رئيس الوزراء الأردني الأسبق مضر بدران. الكتاب يرصد ويقف على الأحداث السياسية خلال فترة زمنية حرجة من تاريخ الأردن والعالم العربي وفي مجمله يستحق القراءة، لكن ما يزعجني وأردتُ تسجيله هنا هو لجوء بعض الشخصيات السياسية أحيانًا إلى الإساءة لدول أخرى أو لرموز بها رغم ما بذلته هذه الدول من جهود ودعم يقدر بمليارات الدولارات للوقوف بجوار بلدانهم.
- قدمت الحرب الروسية الأوكرانية والتنافس القائم الآن بين التحالف الغربي من ناحية والمحور الروسي الصيني من ناحية أخرى فرصةً كبيرة لقوى الوسط كالسعودية وتركيا وإندونيسيا والهند وغيرها من الدول لتستطيع المناورة وفرض كلمتها ومصالحها، فالجميع يتنافس لكسب ود والتنسيق مع هذه القوى الجديدة، رأينا بايدن الذي كان يهدد بجعل المملكة بلداً منبوذًا يأتي إليها على عجل ويعود بخفي حنين ثم أعقبته زيارة الرئيس الصيني للمملكة وفرض المملكة ودول أوبك كلمتها بتخفيض إنتاج النفط لضبط توازن السوق وتحقيق مصلحة شعوبها، أيضا تركيا استطاعت رغم أزماتها الداخلية أن تكون صاحبة كلمة وأن تبحث عن مصالحها أولاً وأخيراً، فرفضت الانضمام الى العقوبات الغربية على روسيا ولعبت دورًا كبيرًا في المفاوضات السابقة بين الطرفين وعارضت انضمام السويد وفنلندا للناتو ونجحت بالتفاوض على صفقة لنقل الحبوب ما خفف من حدة التضخم في أسعار الطعام عالمياً ولن تكون هناك مفاوضات مستقبلًا بدون مشاركة تركيا على الأغلب، أما الهند فلم تبالي بغضب الغرب واستوردت النفط الروسي بأرخص الأثمان وتطمح إلى أن تكون قوى عظمى خلال القرن الحالي وتعلم حاجة الغرب لها كنظير وند للقوة الصينية. وكل هذه رسائل بأن هذه القوى بات لا يمكن تجاهلها ولا ترضى بأن تكون خارج المعادلة أو تتحرك بالأمر المباشر ، ما يبشّر بتغيرات وتشكلات النظام العالمي الجديد.
- الصمت… وقت الثرثرة بلاغة ووقت شهادة الحق خيانة ووقت الغضب قوة ووقت سماع الباطل جبن ووقت الفوز تواضع ووقت الحزن كبرياء ووقت القرار تردد ووقت الفتنة حكمة ووقت سماع النصيحة أدب ووقت الحاجة عزة ووقت التفكر تدبر ووقت اللقاء واللوم عتاب
- الرأسمالية المتوحشة ودولة الشركات في الغرب بعد أن نهبت ثروات شعوب العالم ودمرت اقتصادات هذه الشعوب وأقحمتها في حروب وفتن قضت على البقية الباقية من قوتها ها هي تستدير على شعوبها نفسها فتذيقها من نفس الكأس، فنجد شعوب الغرب من أمريكا وإنجلترا وفرنسا وغيرها تكتوي بنارها، فالغالبية العظمي من شعوب هذه الدول بات يعاني من آثار هذه الرأسمالية ودولة الشركات، وفيما معظم الشعب في الغرب يعاني من أجل تأمين احتياجاته الأساسية هناك قلة تجني الثمار وتتحكم في ثروات الشعب، وعليه فهذه الشعوب رغم الجهود الحكومية لاحتواء التضخم تجني حصاد هذه السياسات التي دمرت شعوباً أخرى سابقًا، لعلنا نعيش حالياً مرحلة انتقالية ونشهد بزوغ نظام دولي جديد.
- مديرة صندوق النقد الدولي أرسلت أمس برسائل قاتمة عن الاقتصاد العالمي للعام الجديد ٢٠٢٣، فهي تتوقع أن يكون هذا العام أصعب من العام المنتهي ٢٠٢٢ ، مرجعةً السبب إلى معاناة المحركات الرئيسية للنمو العالمي: الولايات المتحدة وأوروبا والصين من التباطؤ وضعف النشاط الاقتصادي لثلاثتهم في آن واحد، وما يزيد الأمر صعوبة هو المجهول القادم حال تفاقمت الإصابات بكورونا داخل الصين وما ستلحق من ضرر بالاقتصاد الصيني هذا العام وتؤثر على المنطقة والعالم ككل، إذن فالتضخم والركود مستمران معنا هذا العام وإن كان الأمر بفضل الله على السعودية وكل دول الخليج أخف وطأة من بقية الدول.
- فرشة بالية تنام عليها وأنت صحيح خير من سرير ذهبي تلقى عليه وأنت مريض.. فلنحمد الله على نعمة العافية ولنستغلها فيما ينفعنا دنيا وآخرة.
- في ظل الظروف القاسية التي تتعرض لها الأسر في كثير من دولنا العربية والإسلامية جراء ما أصاب هذه الدول من ركود وتضخم وضعف القدرة الشرائية للعملات المحلية أرى أن أكثر فئة تحتاج للدعم الآن هو رب الأسرة، كان الله في عون كل رجل يعول أسرته في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الضاغطة عليه، صحيح أن الأوضاع الاقتصادية تؤثر على الجميع لكن الضغط الأكبر يظل على الرجل المطالب بتوفير متطلبات أسرته واحتياجاتهم والذي يشعر بحرج كبير كلما كانت مقدرته وذات يده أقل من توقعاتهم، فإلى كل زوجة وكذلك الأولاد كونوا إلى جانب رب الأسرة ورفقًا به فالبيوت قد تستغني عن كثير من الكماليات ولا يضرّها شيئاً، خاصة أن القادم قد يكون أسوأ والتقارير الاقتصادية عن ٢٠٢٣ تتوقع مزيدًا من التضخم والركود وهو ما يؤثر على الدول وبالتبعية على الأسر.
- من يفرط في أمنه الغذائي يفرط في استقلالية قراره، هنا أتذكر ضغط الولايات المتحدة الأمريكية والغرب على دول العالم خاصة الدول العربية لشراء المنتجات الزراعية والغذائية بأسعار متدنية إلى أن توقفت هذه الدول أو قللت من إنتاجها أو معظمه ثم رفعت أمريكا شعار ولّى زمن الغذاء الرخيص. الآن دول عربية عديدة تستورد معظم احتياجاتها الغذائية الأساسية من الخارج ولا تجد المال الكافي لذلك. وفي مصر الآن يطالب الإعلام الناس بتناول أرجل الدجاج ويستضيف من يستعرض فوائدها. نقول إن الأمن الغذائي هو الشق الأمني والسياسي للتنمية البشرية المستدامة.
- صراع القيم والأخلاق مع الغرب لم يعد يرتبط بشعب دون آخر أو ديانة دون أخرى، فالغرب مصرّ على فرض أجندته على الجميع ولا يستثني في ذلك أحداً، ومخطئ من يظن أن المقصود هو العربي بذاته أو المسلم وحده كما يتوهم البعض، بل هي أجندة تفرض على العالم كله أن يدخل حظيرة البهيمية، فتكون رغبات الإنسان وأهواؤه إلهه من دون الله، ويسخّرون في سبيل ذلك كل إمكاناتهم وطاقتهم، ويستغلون لذلك كل حدث وما كأس العالم الأخيرة عنا ببعيد، والغريب أن الغرب بدأ بطريقة ناعمة ثم ما لبث أن تحول إلى ثور هائج يضرب ويصدم في سبيل فرض نزعته الحيوانية على الجميع غير معتبرٍ لا لقيم المجتمعات المختلفة عنه ولا تقاليدهم، حتى تعالت أصوات غربيين من بينهم تنتقد حماقتهم ومخالفتهم لمبادئ هم من أرسوها، الآن الغرب يقف عارياً، مجموعة من الشذّاذ يريدون التحكم وفرض رغباتهم على الكوكب بأكمله بسلوكيات تخالف الفطرة بدايةً قننوا الدعارة واليوم المثلية وغدا البيدوفيليا وما لم تكن هناك خطوات حاسمة لوقف هذا السعار فالله أعلم إلى أين سيوصلهم خيالهم بعد ذلك.
- بحمد الله تسلّمت نسختي من كتاب استراتيجية التنمية الزراعية التجربة السعودية. وقد دفعتني الأزمة الغذائية العالمية جراء جائحة كوفيد19 والتأثير السلبي ل التغير المناخي و الحرب الروسية الأوكرانية وكذلك طلب الناشر مني إصدار نسخة جديدة محسنة ومحدثة، كل ذلك دفعني إلى تحديث وإعادة نشر الكتاب. لا يخفى أن قادة دول العالم في أشد أنواع القلق بشأن #الأمن الغذائي. والكتاب يركز على كيفية تعزيز #التنمية الزراعية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي، والتخفيف من حدة الفقر وتعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق الاستقرار والأمن القومي الشامل. الكتاب متوفر حاليًا في جميع منصات بيع الكتب العالمية بغلاف مقوى وغلاف ورقي باللغة الإنجليزية.
- لا تسمح أبدًا للآخرين بتعريف طريقة حياتك، إنها حياتك، حددها بنفسك بما يتلاءم مع طموحاتك وتوجهاتك وقناعاتك.
- الوعي هو صمام أمان المجتمع ضد الانجراف إلى مختلف السلوكيات التي قد تسبب تشوهاً له، المجتمعات الخليجية تواجه أنماطاً وسلوكيات طرأت حديثا على بنيتها من منطلق التحديث وما جلبته مواقع التواصل الاجتماعي من امثال تيك توك واليوتيوب والفيسبوك، ولعل لديننا وعاداتنا وتقليدنا ومستوى تعليمنا دوراً بارزاً في تعاظم هذا الوعي وقبول ما هو مناسب ورفض غير المناسب لنا في مقابل الهجمات المنظمة منها والعشوائية لضرب أسس الوعي الجمعي لشعوبنا.
- تعليم الفتيات ليس محل جدال أو خلاف ولن يكون، فهو ضرورة شرعية واجتماعية وتربوية، ودائمًا هذا الأمر في بلادنا العربية والإسلامية يتعلق بالضوابط فقط ولكنه ليس محل خلاف، وبعيدًا عن قرار طالبان بإيقاف التعليم الجامعي مؤقتًا للفتيات الأفغانيات ومدى صحة أو خطأ هذا القرار وأسبابه وكوني رافضاً لمثل هذا القرار بشكل عام فما أريد تسجيله هنا هو حالة النفاق الغربي وأتباعهم ممن يعيشون بيننا الذين يصرخون منذ سماعهم بالقرار تباكياً على حق المرأة الأفغانية في التعليم، لكن هذا الغرب نفسه لم يسمع أحد له صوتًا والأفغان يموتون جوعًا كل يوم ومن بينهم هؤلاء النسوة الذين يبكون على حقهن الضائع في التعليم كأن حق التعليم مقدم بنظرهم على حق الحياة، بل لا أحد منهم يأبه للموت المحقق الذي ينتظر الكثير من الأفغانيين جراء التضييق والحصار الاقتصادي من الولايات المتحدة والغرب عليهم منذ تولي طالبان السلطة حتى عندما ضرب أفغانستان زلزال مدمر تجاوز قتلاه الألف قتيل وأكثر من ١٥٠٠ مصاب.
- الفشل ليس نهاية المطاف، بل لعله دليلك نحو الطريق الصحيح، الفشل يرسل لك رسالة أنك اخترت طريقة خاطئة لتنفيذ هدفك ولا يعني أبداً أنك فاشل أو غير قادر على تحقيق هذا الهدف، هارلاند ساندرز صاحب سلسلة مطاعم كنتاكي، أحد المطاعم الأشهر لتقديم الوجبات السريعة في العالم، لم يترك مهنة تقريباً إلا وعمل بها وتعرض للطرد من أكثر من وظيفة، عمل حداداً ورجل إطفاء وفي خدمة السيارات ومحامياً وغيرها من الوظائف، حتى عندما افتتح مطعمه اضطر لاحقاً لبيعه بنصف الثمن الذي عُرض عليه سابقاً وعندما اكتشف خلطته السرية لم يقتنع يها سوى 5 مطاعم بكل الولايات الأمريكية التي طاف بها خلال سنتين، لكنه لم يستلم أو يفقد الامل حتى أسس سلسلة مطاعم كنتاكي التي يبلغ عدد فروعها الآن قرابة 20 ألف فرع حول العالم. الخلاصة لا بأس أن تفشل مرة وأخرى لكن المهم في الأمر أن تتعلم كيف تواجه فشلك وأن تتعلم من أخطائك وأن تجعل الفشل حافزك للنجاح لا محبطاً ومقللاً من عزيمتك.
- فيما نرى بعض من يتم ابتعاثهم من أبنائنا ولا أعمم يعودون إلينا بمشاعر يملؤها الغرور والكبر في تعاملهم مع الآخرين بل ومنهم من يحاول الانسلاخ من هويته وبيئته والذوبان فيما رآه بالغرب، أحببت التذكير فقط بأن أحد أهم وسائل نقل الحضارة الإسلامية إلى أوروبا والغرب كانت عن طريق الأوروبيين الذين جاؤوا إلى بلادنا العربية لطلب العلم اضافة لأثر الترجمة والحروب الصليبية، فما بين القرنين الحادي عشر والرابع عشر الميلاديين انتقل كثير من الطلبة الغربيين إلى البلاد العربية الإسلامية لطلب العلم فدرسوا الطب والفلسفة والرياضيات وغيرها من العلوم قبل أن يعودوا إلى بلادهم ناقلين هذه العلوم ومشيدين للحضارة الغربية التي ينبهر بها أبناؤنا الآن, الخلاصة أن دور المبتعثين عظيم والأمل كبير في أن ينقلوا تجربتهم وما تعلموه بالغرب من مهارات وخبرات ليسهموا برقي مجتمعهم والنهوض به لا التكبر عليه وانتقاد ما يرون من أوضاعه.
- لماذا كان أغلب العرب الليلة يشجع الأرجنتين وكان يتمنى الهزيمة لفرنسا، لعل الأمر مرجعه إلى أن الأرجنتين دولة تشبهنا، فهي لم تستعمر بلداننا ولم تسلب شعوباً ثرواتها ولم تسرق قوت بلدان عدة وتجعلها في حال من الفقر يرثى لها، لعل أغلب دول امريكا الجنوبية تناصر قضايانا وتتعاطف معها مقارنةً بالأوروبيين الذين هم على النقيض، لذلك نقول مبروك للأرجنتين.
- شاب أمريكي يخسر في أقل من أسبوع 16 مليار دولار، وبعد أن كان جليس الرؤساء الأمريكيين ورؤساء حكومات ومحاضراً بأكبر الندوات كإمبراطور العملات الرقمية يعلن إفلاسه ويتم اعتقاله بتهم ارتكابه جرائم مالية، إنه سام بانكمان فرايد مؤسس بورصة العملات المشفرة المنهارة المعروفة بـ”إف تي إكس”، والذي أعلن المدعي العام لجزر الباهاما اعتقاله، فيما المستثمرون معه والذي وثقوا به ومنحوه مليارات يستثمرها في العملات المشفرة لا يملكون من أمرهم شيئا ولا يُعلم حتى عددهم. حقيقةً لا أفتي فيما لا أعلمه ولكن كرأي شخصي والخلاصة في نظري أن التعامل في العملات المشفرة بكافة أشكالها تكتنفه مخاطر عالية، مثل تذبذب قيمتها وأنه لا سقف لانهيارها ولا ضمان لمن يتعامل بها وما من إطار تنظيمي أو قانوني عالمي يمكنه تحديد الأدوات التنظيمية أو التنسيقية لتداول هذه العملات، وفي حال حدوث أي احتيال أو سرقة فليس هناك مرجعية قانونية يلجأ المتضررون إليها، فضلا عن صعوبة اكتشافها، وسمعنا عن العديد من منصات التداول التي اختفت بعد سرقة الملايين من عملائها، وكما أن الربح سريع والمكاسب قد تكون كبيرة جداً فالعكس أيضاً صحيح ورأينا الهبوط الرهيب لأشهر العملات الرقمية البتكوين من 60 ألف دولار إلى أقل من 20 ألف دولار بغضون فترة قياسية، وأخيراً تداول العملات الرقمية في تزايد شئنا أم أبينا وللمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في إقناع الآلاف للدخول في هذا المجال، والأمر قد يحتاج إلى تقنين وفتوى من أهل الاختصاص حول إباحة هذا التعامل من عدمه.
- فيما كانت أمريكا والدول الغربية تخططان لحرمان روسيا من أهم مواردها أو إضعاف ذلك المورد عن طريق وضع سقف تسعيري لبيع النفط الروسي 60 دولاراً للبرميل وهو ما دخل فعليًا حيز التنفيذ كانت روسيا تعد العدة وتستعد سلفًا لمعركة تكسير العظام هذه مع الغرب عبر بنائها أسطول الظل، فروسيا ومنذ أوائل العام وفي هدوء تام قامت ببناء أسطول مكون من أكثر من 100 ناقلة لنقل النفط الخام قرابة ثلثها قادر على حمل أكثر من مليوني برميل، اشترت بعضها ناقلات مستعملة فيما أعادت توزيع سفن هي في الخدمة بالفعل من إيران وفنزويلا، وستستخدمها روسيا في تصدير نفطها إلى الهند والصين وتركيا أكبر المستوردين لنفطها الروسي بعد أن خفضت أوروبا وارداتها منه. ما يبدو جلياً وعلى الرغم من أنه لا رابح في هذه الحرب إلا أن روسيا كانت دوما راصدة ومتوقعة لكل الخطوات الغربية وسابقة على أية عقوبات تتخذها الدول الغربية لخنقها وقد يكون هذا هو الدرس المستفاد.
- السعي نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاع الزراعي بات فرض عين على كل دولة بحسب قدراتها وإمكاناتها في ظل الظروف العالمية الراهنة، وللأسف اقتراح الاستثمار الزراعي في الخارج وفي الدول المجاورة لتوفير الأمن الغذائي لدولنا الخليجية رغم توفر مقوماته من أرض خصبة وأيدي عاملة إلا أنه تواجهه معوقات عدة على رأسها عدم ضمان الاتفاقيات التي تحمي البيئة الاستثمارية والمال إضافة إلى عدم الاستقرار السياسي لبعض الدول، وعدم استقرار أسعار الصرف وتباين الأنظمة الجمركية، ورغم ذلك فهناك تجارب ناجحة لدول خليجية في الاستثمار الزراعي خارج حدودها يمكن البناء عليها، خاصة مع وجود بوابة حصر الاستثمارات الزراعية في الخارج التي تساعد في تكوين قاعدة بيانات للاستثمارات الزراعية السعودية في الخارج وتعود بالمنفعة على المستثمرين الزراعيين السعوديين بالخارج ودعمهم.
- قبل نحو30 عاماً حين كانت الولايات المتحدة في أوج قوتها وليس بالعالم سوى قطب أوحد هو أمريكا، اتُّهم شاب أمريكي بإتلاف عدد من السيارات في سنغافورة، فحُكم عليه بالسجن 4 أشهر وغرامة 3500 دولار والضرب 6 مرات بالعصا، فتدخل الرئيس الأمريكي بيل كلينتون واستماتت إدارته لرفع العقوبة عن الشاب، إلا أن رئيس وزراء سنغافورة حينها أصر على تنفيذ العقوبة كاملةً، وإكرامًا للرئيس الأمريكي جعل عقوبة الضرب داخل السجن بدلاً من ميدان عام, فجزيرة صغيرة يحكمها حاكم قوي لم تقبل استثناءات مع تعاملاتها مع المواطنين والمقيمين على أرضها، والخلاصة أن للدول الغربية الحق في فرض ما يشاؤون ببلدانهم حتى وإن كان ذلك ضد معتقداتنا، إلا أن عليهم في بلداننا احترام قوانيننا وأعرافنا، وحال المخالفة تطبق القوانين على الجميع القوي قبل الضعيف، فالبلد الذي يسود فيه القانون ويطبق على الجميع بلد يحظى باحترام الجميع ويعلم الجميع ألا مجال للمخالفة.
- لم تتوقف يومًا ادعاءات صحف الدول الغربية عن الكبت الذي يعانيه شبابنا العربي، إلا أني أتوقع أن ما لاحظه العالم كله مؤخرًا وعلقت عليه صحف غربية وكذلك العديد من النساء الغربيات من معدل الأمان الذي حظيت به النساء الزائرات للمونديال في بلداننا العربية سواء خلال مشاهدة المباريات أو خلال التجوال في المدن الخليجية المحيطة يدحض تمامًا الفكرة التي ما فتئ الغرب يرددها عن الكبت الذي يعانيه شبابنا العربي جراء عدم الاختلاط، فبمقارنة بسيطة بين معدلات جرائم التحرش والاغتصاب في دولنا وفي الدول الغربية التي تنعم بالحرية المطلقة تجعلنا ندرك صدق المثل القائل “رمتني بدائها وانسلت”.
- أبرزت مباريات كأس العالم الحالي عدداً من النتائج الإيجابية التي تحيي الأمل في هذه الأمة وأنها أمة واحدة، منها الفرحة التي جمعت الشعوب العربية بانتصارات المنتخبات العربية بدءاً من السعودية على الارجنتين ونهاية بالمغرب على البرتغال والموقف الشعبي للجماهير العربية من القضية الفلسطينية وتباكي الإعلام العبري، وإحياء قيم الأسرة والفطرة السوية بعيدا عن انشغال الغرب بقضايا متطرفة وأخيرًا استعادة الشباب العربي لتاريخهم واستذكارهم له وربطهم بين مباريات منتخب المغرب والأحداث التاريخية، سعيد حقيقةً لما يمر عليّ لبعضهم من تغريدات وبوستات على تويتر وفيسبوك من تذكر للتاريخ ومعارك دارت كأنوال ووادي المخازن والزلاقة وقشتالة وشخصيات كالخطابي ويوسف بن تاشفين وعبدالرحمن الغافقي، ومن يسمع ولم يكن يعرف فلعله يطلع ويقرأ ويعرف، قد تكون بداية يُبنى عليها ليعلم هؤلاء الشباب تاريخهم وإرثهم الحضاري وقيمهم الإنسانية.
- أبرز ما يجمع السياسة السعودية والسياسة الصينية سعي كليهما دائماً للفعل والإنجاز لا الضجيج والقول، فلا ترى أبداً من البلدين جعجعةً أو مزيد كلام مثلما ترى حتى من الساسة الأمريكيين أو الأوروبيين، نحن أمام عالم جديد يتشكل وسياسة تعيد التوازن للعالم عبر تعدد الأقطاب لا القطب الأوحد، وكما أشرت أول من أمس فالطرفان الخليجي والصيني نحو شراكة قائمة على المصلحة المشتركة وتضمن نقل وتوطين التقنية الحديثة والصناعات العسكرية بالخليج. والخلاصة أن القمة الخليجية الصينية هي بداية مرحلة جديدة لوضع خارطة طريق اقتصادية اجتماعية سياسية لمستقبل الخليج والعرب بقيادة قائد الشرق الأوسط الجديد الأمير محمد بن سلمان وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز
- أمريكا ليست الحليف الذي يتم الوثوق به، فمن السهل أن تبيع حليفها في أول موقف يحقق لها مصلحة، وهناك عشرات المواقف المعبرة عن ذلك، وقد صرح عدد من المسؤولين الأمريكيين مؤخرا بضرورة أن تكون علاقات الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط أقل أولوية مقارنة بعلاقات أمريكا مع آسيا وأوروبا، إذن لماذا تلوم أمريكا حلفاءها إن بحثوا هم أيضاً عن مصالحهم ومصالح شعوبهم. دول الخليج تسعى حاليًا إلى تنويع اقتصاداتها والاتجاه إلى تنمية صناعاتها غير النفطية، وفيما يظل الشغل الشاغل لأمريكا بيع السلاح حيث تبيع للمنطقة الجزء الأكبر من مبيعات السلاح وتشغيل شركاتها وإشغالنا بحروب مستمرة وقلق على أمننا يصب لصالحها كونها لا تفتأ تعلن أنها الضامن الأول لأمن الخليج، تريد دولنا الخليجية اقتحام مجالات التنمية من اتصالات وذكاء اصطناعي وطاقة متجددة وبنية تحتية ذكية وصناعات عسكرية ونقل هذه التكنولوجيا إلى أرضنا وتوطينها، هنا تأتي أهمية الزيارة الصينية نحو تكوين تحالف جديد يقوى يومًا بعد آخر ويهدف لتبادل المنفعة ويحقق مصلحة الطرفين ويصب في صالح تنويع تحالفات خليجنا دون تفريط في التحالف مع الولايات المتحدة كقوى عظمى أولى، فلا أعتقد أنه يمكن استبدال الصين بأمريكا في الوقت الحاضر ولا المستقبل القريب على الأقل، ولكن هذا لا يمنع تنويع التحالفات، والخلاصة أنه نعم يمكن الاستفادة من طموح الصين الاقتصادي للتقارب مع الخليج ونقل التكنولوجيا الصينية وفي الوقت نفسه الاستفادة من القلق الأمريكي حيال التقارب الخليجي الصيني كون الولايات المتحدة باعتقادي كانت ولا زالت الحليف الرئيسي للخليج وستظل كذلك في المستقبل القريب.
- أشياء كثيرة قد تغيرها إقامة كأس العالم في منطقتنا ونجاح قطر الكبير في إدارة هذه البطولة، فباعتقادي أن أهم تغيُّر حدث كان في الأفكار وفي الصورة النمطية عن الثري العربي الخليجي المتكل كلياً على الغرب، إذ نجحت البطولة في نقل الثقافة العربية إلى الآخر وتعريفهم بمعتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا، كما كرست لضرورة احترام الآخر دون فرض وصايةٍ عليه، والأهم هو ما أثبتته من أن في دولنا الحديثة من العقليات والكفاءات مَن يقدر على التنظيم وإدارة الحدث والزمان والمكان بمنتهى الكفاءة مع قدر عالٍ من الأمان والترحاب وسهولة الانتقال لهذه الحشود، فيما كان رهان الغرب هو على فشل تنظيم البطولة وجلوسهم للتنظير على خطأ منح دولة خليجية حق التنظيم، فلم يملكوا في نهاية المطاف إلا أن يشيدوا بهذا النجاح، نعم في كأس العالم هذا ورغم أن الكرة في النهاية لعبة ورياضة وأداة برأيي للترفيه ولا تحتمل أكثر من ذلك إلا أن هناك ما يستحق أن يُبنى عليه، ففي مقابل ما أظهروه من كرههم لنا وعنصريتهم واستعلائهم ومحاولتهم فرض وصايتهم كانت هناك شخصيات رسمية غربية تكلمت عن أن منع الخمور والمشروبات الكحولية بالملاعب لم يكن بهذا السوء الذي كانوا يتصورون، لقد شاهدوا ملاعب خالية من التعصب وأقل شحنًا للخلاف والعراك ونساء يشدن بأخلاقيات الجمهور العربي وأدبه واحترامه المرأة ولا وجود للتحرش بهن وكرم ضيافة وغيرها من المظاهر التي عكست أخلاق العرب وقبلها سماحة دينهم وتمسكهم بقضاياهم المصيرية الأمر الذي نقلته اللقاءات العفوية للجمهور مع الإعلاميين الإسرائيليين والذي أثبت أن القضية حية في وجدانهم، لكل ذلك أعتقد أن ما بعد كأس العالم هذا لن يكون كما قبله بالنسبة للنظرة إلى الدول الخليجية خاصة، فهي لن تكون الدول الثرية وفقط وهي الصورة النمطية عنا ولكنها الدول القادرة على تقديم نموذج أفضل للعالم يحترم القيم الإنسانية والفطرة السوية ويتوافق في الوقت نفسه مع التقدم الحاصل لجامعاتها ومستوى التعليم بها وكذلك التقدم الطبي والحرص على صحة المواطنين والمقيمين على حد سواء، وجميعنا يذكر كيف كانت الدول الخليجية بين الأفضل في إدارة أزمة كوفيد ١٩ وكل ذلك يجتمع ليعكس تصوراً جديداً عن هذه المنطقة يحتاج إلى التعاون بين دول الخليج كافة للبناء عليه في مقبل الأيام.
- ما لم تكن الفردية متاحة فلا يمكن للمجتمع التقدم، أما إذا كانت الفردية جامحة بلا قيود فإن المجتمع يهلك؛ لذلك فإن خير الأمور أوسطها.
- كثير من الدول الغربية التي تشارك في كأس العالم في قطر كانت أكثر ذكاء وفهماً للواقع من الألمان الذين حاولوا أن يُنصّبوا أنفسهم منافحين عن قيم الليبرالية والحريات والحقوق الفردية دون سقف لها، فلم يجنوا إلا سخريةً واسعة وشماتةً لم يسبق لها مثيل في خروج منتخبهم من البطولة، الدول الغربية حاولت في البداية على استحياء القيام بنفس الدور ثم أدركت أنها أمام معركة خاسرة لا داعي لأن يقحموا أنفسهم فيها فكان انسحابهم منها سريعاً، فيما حاول الألمان فرض هيمنتهم ورأيهم باستعلاء وفوقية على بقعة من الأرض يرفض أهلها مثل هذه الآراء والسلوكيات ثقافيا ودينياً فكانت ردة الفعل العربية العنيفة تجاههم على قدر استعلائهم وغرورهم، ولسوء حظهم أن يحاولوا فرض وصايتهم هذه بين دول منطقة لديها فوائض وملاءة تجعلها قادرة على تحمل أي عواقب اقتصادية، فلا مجال للي الذراع، والعجيب أن الألمان قبيل البطولة كانوا في زيارة رسمية للصين ولم يستطيعوا التنفس فضلًا عن انتقاد الأوضاع الحقوقية هناك، حتى لا يخسروا التنين الصيني بسوقه المهول وسلاسل إمداده، ثم جاؤوا إلى منطقتنا يحاولون تصنّع المثالية الليبرالية قبل أن يلقوا بموقفهم هذا تحت الأقدام مقابل صفقة غاز ، ووصل الأمر عقب الصفقة أن تخرج تصريحات من مسؤولين رسميين ألمان يؤكدون على صحة موقف قطر وأن على منتخبهم التفرغ للعب الكرة وليس شيء آخر، ألمانيا الآن تحتاج إلى تبييض وجهها وتحسين صورتها التي تضررت بشدة في الشرق الأوسط حتى كتبت ذلك كبرى وسائلهم الإعلامية، بينما كسبت الشعوب العربية مواجهتها الأولى مع لوبي الشذوذ والتغريد بعيدًا عن الفطرة.
- أولى الناس برفقك وتلطفك هما والداك مهما أنكرت منهما، انظر إلى خطاب نبي الله إبراهيم عليه السلام إذ يقول لوالده “يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك”، يقول ابن القيم رحمه الله: لم يقل له إنك جاهل لا علم عندك بل عدل عن هذه العبارة إلى ألطف عبارة.
- الفيديوهات المنتشرة التي يقال إنها لإظهار بعض الإيرانيين فرحهم بهزيمة منتخبهم وخروجه من كأس العالم ترسل رسالة واضحة من أن الشعارات الوطنية أو حتى الدينية تختفي مع تفشي الجوع والفقر والظلم وإحساس الإيرانيين بأن ثرواتهم يبددها النظام على أجندات خارجية غير مبالي بأي اصلاحات داخلية أو محاولة تحسين حياة مواطنيه الذين يقتصر دورهم على دفع ثمن هذه الاجندات والمغامرات من يومهم ومستقبلهم.
- المؤتمرات في بعض الدول خاصة الشمولية منها لا تعدو كونها مضيعة للوقت والموارد، يقول الخبراء إن الإفراط في التركيز على إشارات الهيبة يؤدي إلى إعدادات جيدة لكنه يؤدي كذلك للقليل من المضمون أو الجدل الحقيقي. وباعتقادي المؤتمرات تحتاج إلى استعدادات كبيرة وأن تكون محددة الأهداف للخروج بتوصيات هادفة، ولا يتحقق ذلك إلا بالتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص والقطاع الأكاديمي مع وجود رعاية من أطراف مؤثرة.
- لا خسارة للإنسان في يومه تماثل خسارته لوقته وانشغاله بما لا يعنيه، تخيلْ أن تستهلك طاقتك ووقتك ثم لا تحصل على أي ثمرة لمجهودك، يقول مالك بن دينار إذا رأيت قساوة في قلبك ووهناً في بدنك وحرماناً في رزقك فاعلم أنك تكلمت فيما لا يعنيك.
- جورج مالبرونو الصحفي الفرنسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وكبير مراسلي صحيفة لوفيغارو يقول إن ردود الفعل العربية تجاه الإعلاميين الاسرائيليين المتواجدين في قطر لتغطية كأس العالم بددت الكثير من القناعات المتعلقة بالعلاقات العربية الاسرائيلية رغم تطبيع العديد من الدول. وهي حقيقة أكدتُها مراراً من أن المعول دومًا هو على الشعوب العربية في مواجهة الصلف الاسرائيلي، فالمقاطع المتداولة بمواقع التواصل لعزلة الإعلاميين الاسرائيليين بقطر ورفض جميع الجماهير العرب التسجيل معهم يثبت أن القضية محسومة شعبياً رغم كل المتغيرات التي طرأت مؤخراً من قبل العديد من الدول.
- لا تعامل الناس بمنطق التاجر في الربح والخسارة ولكن عاملهم بجودك وكرمك، فأعط من منعك، وصل من قطعك، وأعتذر لمن أخطأت بحقه، فالحياة قصيرة والأمر عائد إليك في أن تجعلها حياةً سعيدة.
- تعيش غالبية كليات أمريكا رعب تدهور ترتيبها، هذا ما يؤكده الآن كولين دايفر العميد السابق لكلية القانون بجامعة بنسلفانيا والرئيس السابق لـريد كوليدج، وهو نفس ما ذكرته وأكدتُ عليه سابقاً قبل أكثر من ١٣ عاما من أن مستقبل التعليم العالي هو لدول الخليج، وذكرنا أن كثيراً من المحللين يؤكدون أن الخطر الذي يهدد مكانة الجامعات الأمريكية والغربية قادم من دول الخليج. هذا الخطر يأتي من أن الحكومات الخليجية بدأت صرف عشرات البلايين على مشاريع تعليمية أكثر من أي مكان آخر.
- أوروبا موعودة خلال الأشهر القليلة المقبلة بأزمة اقتصادية حادة يخشى قادتها خاصة الداعمين منهم للحرب بأوكرانيا أن يبشروا بها شعوبهم، فلا يتكلمون عن هذه الأزمة إلا على استحياء ومن أجل إلقاء اللوم على بوتين أو أسعار النفط العالية دون الوقوف على موضع الجرح في سياساتهم. مجلة الإيكونيميست الشهيرة نشرت مقالاً مطولًا مدعوماً بالأدلة عن أزمة شديدة تنتظر الأوربيين، مؤكدة أن آثارها صارت شاخصة للعيان باجتماع عدوين لدودين للنمو الاقتصادي وهما الركود والتضخم في آن واحد، محذرة من أن المقبل من الأيام لا يبشر بالخير وأن القادم قد يكون من المشقة بمكان ويصعب تحمله. فهل سيستجيب قادة أوروبا ويصارحون شعوبهم بحقيقة ما ينتظر دولهم في المستقبل؟ برأيي لا أعتقد أن يفعلوا حتى يرغمهم الواقع المرير على ذلك.
- أستغرب حقيقةً ممن يعلقون الآن ويقولون إن كأس العالم في قطر كشفت النفاق الغربي وازدواجية المعايير لديهم. الغرب في الواقع لا يرى الآخر إلا من منظور وسياق استعلائي، سياق من يفرض معاييره على الآخر ولا يراها قابلة للنقاش، ألم تظهر ازدواجيتهم في تعاملهم مع ما يحدث للفلسطنيين والإيجور والروهينجا وما يفعل بهم في مقابل تعاملهم مع أوكرانيا، وحتى الرياضة التي فرضوا شعارها فقالوا لا لإدخال السياسة بالرياضة ثم ضربوا بذلك عرض الحائط فرأينا الشعارات السياسية المساندة لأوكرانيا والمحرضة على الروس تملأ الملاعب ويتم حرمان لاعبين روس لا ذنب لهم من المشاركة الرياضية، والآن ها هو الغرب يسخّر الرياضة لتكون في خدمة مجتمع الميم. الغرب المتسامح هكذا يظهر فقط ولكن حين يوضع في موقف الاختبار لا يتورع عن إظهار حقيقته حتى أنه مستعد للقتل وإشعال حروب يذهب ضحيتها الملايين والتغاضي عن ممارسات عنصرية ودموية ليجني هو مكاسبها.
- تابعت عدداً من الفيديوهات التي انتشرت أمس عقب فوز المنتخب السعودي على الأرجنتين لفرحة الشعوب العربية بهذا الفوز وإن كانت هذه الفرحة في شيء ترفيهي ككرة القدم إلا أنها تبين لنا أن ما يجمع هذه الأمة أكبر بكثير مما يمكن أن يفرقها وهو ما يستحق البناء عليه من قبل الأنظمة والحكومات.
- السعودية تثبت للعالم مدى قوتها وتحقق مفاجأةً بفوزها على الأرجنتين أحد أقوى فرق العالم. بالأمس كان الكثير يتمني للمنتخب السعودي أن يخرج بنتيجة مشرفة ومستعداً لتلقي خبر هزيمة المنتخب من أقوى فرق العالم شريطة أن يكون الأداء لائقاً ويرون التعادل مكسباً للسعودية، اليوم هم يراهنون على المنتخب ويقولون بهذا الأداء قد يذهب منتخبنا بعيداً في هذه البطولة، حقيقةً لاعبو الفريق شرفوا وطنهم. نبارك للقيادة السعودية ولصقورنا، فقد رفعتم رؤوسنا، وكل عربي وكل مسلم يفخر بكم، هذا فوز للتاريخ.
- لستُ من هواة كرة القدم ولا متابعيها، لكن من خلال متابعتي للإعلام الغربي وصياح بعض العلمانيين العرب من خلفهم، وما يكتبون عن تنظيم كأس العالم في قطر وعدم أحقية المنطقة باستضافة هذا الحدث واستعلائهم المنفر، كل ذلك يكشف باعتقادي مدى انحطاط التعامل الغربي مع النموذج العربي الذي يصل في درجة انحطاطه للفكر الاستعماري البغيض أو أنهم بشر درجة أولى في مقابل بشر من الدرجة العاشرة مثلاً، ساعد على ذلك ما يبديه بعض بني جنسنا من انبطاح ذميم لثقافتهم الغالبة وذوبان فيها وتخلي عن هويتنا. نحن في حاجة لإبراز هويتنا وثقافتنا ومعتقدنا وهم عليهم احترام ذلك أسوةً بما يطلبونه ممن يحل بديارهم ولا نمانع، ليس مطلوبًا منهم أبداً الإعجاب بذلك أو محبته ولكن فقط يحترمونه ويلتزمون بذلك فترة إقامتهم، أما صياحهم على الحرية المهدرة من عدم رفع اعلام المثليين بالملاعب أو شرب الخمور بها أو حتى تباكيهم على حقوق العمال المهدرة فحاضرهم وماضيهم في مجال الحريات والحقوق كلاهما كفيل بالرد على ذلك، وأتعجب حقيقةً ممن يعمل على إفقار دول بأكملها وتجهيلها ونهب ثرواتها بانتظام منذ عشرات ومئات السنين وحتى وقتنا الحالي أن يعلو صياحه على الحريات والحقوق ورفض الرشاوى إلا من باب انه الوحيد صاحب الحق بالحديث وتحديد الصواب والخطأ وعلى غيره أن يسمع ويطيع.
- السعودية تقدم أكثر من 52 ألف طن من القمح إلى السودان التي يفترض أن تكون سلة العالم العربي، بقيمة 25 مليون دولار، للإسهام في سد الفجوة الغذائية للشعب السوداني. مع الأسف قيادات بعض البلدان العربية استمعت إلى نصائح أصحاب المصالح، الأمر الذي أضرّ بأمنها الغذائي، حيث اعتمدت على استيراد السلع الأساسية والمواد الغذائية المصنعة والمدعومة خارجياً في حينه فأضرت كثيرًا بإنتاجها المحلي وصناعة الأغذية المحلية، وها هي شعوبها تدفع ثمن ذلك الآن. وكان الأولى والأجدى بهذه الدول رفض العروض الأمريكية والغربية التي بالطبع لا تأتي بخير والسعي إلى المحافظة على التوازن ومحاولة تحقيق الأمن الغذائي.
- لعل منصات التواصل الحالية وعلى رأسها تويتر وفيسبوك بدأت تأخذ منحناها الهابط، فقد تجاوزت في اعتقادي سنوات مجدها، ويتضح ذلك من نتائج محاولات التطوير التي يعمل عليها فيسبوك أو تويتر الآن ورغم ذلك تتراجع أرباحهما، ولعل هذا كان سبب محاولات إيلون ماسك الانسحاب من صفقة شراء تويتر قبل أن يُرغم عليها، وها هو يعاني مع الموقع فيتخذ القرارات ثم يتراجع عنها بعد ساعات، مما قلل من صورته التي يحاول إبرازها كرجل اعمال فذ لا نظير له. أرى أن الفترة القادمة ستشهد انسحابات من منصات التواصل هذه بعد ان استحوذ عليها الاستقطاب الحاد وسوء الاستخدام وتضليل المعلومات نحو منصات أكثر انغلاقًا وخصوصية يعلم المرء فيها مع من يتحدث، ولعل هذا ما نراه الآن في المجموعات المغلقة على فيسبوك أو سيركلز تويتر. كان المتوقع من منصات التواصل أن تكون إحدى وسائل دعم حرية الرأي والتعبير والتواصل بين الناس بعضهم البعض وبين المواطن والمسؤول بشكل أسهل وأكبر، غير أنها تحولت إلى ساحة لا قواعد لها تزيد الانقسام والاستقطاب داخل المجتمع الواحد ومجالًا لتصفية الحسابات وتوجيه الرأي العام ونشر الأخبار الزائفة والتأثير على الوعي الجمعي، وهذه أسباب قد تؤدي إلى سحب البساط من تحتها إلى بدائل ستظهر حتماً تفرضها الضرورة.
- “وَتَدعو الله أن لا يكون طريقك وَعِرًا؛ لتَّنجو، فيكون وَعِرًا وتَنجو! لتعلم أَنَّ النَّجاةَ من الله لا من الطَّريق”. مقولة أعجبتني
- العالم يعاني حقيقةً من انتكاسة كبيرة في الجهود الرامية للقضاء على انعدام الأمن الغذائي والجوع وسوء التغذية، من هنا فرض الأمن الغذائي نفسه كأحد أهم الملفات التي تواجه العالم حاليًا، وكان على رأس الموضوعات وأولها التي ناقشتها مجموعة العشربن، وفي البيان الختامي أبدت المجموعة قلقها البالغ بشأن أزمة الغذاء العالمية التي تحتاج تكاتف جميع دول العالم، فلا توجد دولة وحدها تستطيع التغلب على أزمة الغذاء التي تتزامن مع مشكلات لا تقل أهمية كندرة المياه إضافة إلى التغيرات المناخية المتطرفة والنزاعات المسلحة والصدمات الاقتصادية بالاقتران مع ارتفاع كلفة الأغذية وارتفاع مستويات التضخم فضلًا عن مرحلة الركود التي يسير نحوها العالم بقوة، وكل هذه الأمور تشكل تحديات رئيسية للأمن الغذائي. نحن بحاجة ماسة إلى حدوث تحولات في النُظم الزراعية والغذائية، كي تصبح أكثر قدرة على الصمود وتوفر أغذية أقل كلفة وأعلى قيمةً بصورة مستدامة وشاملة للجميع، ولن يتم ذلك إلا عبر توجيه الحكومات دعمًا أكبر للزراعة والأغذية وللمزارعين أنفسهم، وتخصيص الميزانيات اللازمة لدعم السياسات الغذائية والزراعية التي يمكن أن تساعد على خفض كلفة الأغذية المغذية وضمان أن تكون النُظم الزراعية الغذائية أكثر كفاءة.
- هناك حاجة لدعم الشركات الصغيرة والناشئة، خبر تسريح أمازون ومن قبلها تويتر وفيسبوك وغيرها من الشركات الكبرى لآلاف العمالة يوضح عمق الأزمة المالية العالمية الحالية، بالطبع الشركات الكبرى قادرة على الصمود والتكيف عبر إجراءات استثنائية لكن الشركات الصغيرة والناشئة ستغلق أبوابها، العالم مقبل على ركود اقتصادي قد يستمر لفترة ليست قصيرة، ومع كل تشديد نقدي يقوم به الفيديرالي الأمريكي ومن خلفه بقية البنوك المركزية سينتج حتمًا آلاف العاطلين عن العمل.
- لماذا تركز الإدارات الأمريكية المتعاقبة جمهوريين كانوا أو ديمقراطيين على قضايا اجتماعية مختلف عليها اختلافاً شديداً داخليًا وعالميًا ويبالغون في معالجتها كالشذوذ وحق الإجهاد والمثلية أو بث الكراهية وخوف الأجانب والهجرة، سؤال يطرحه الكثيرون ولعلي أرى الإجابة في إستراتيجية الإلهاء التي تتبعها الإدارات الأمريكية حتى مع شعبها، فأمور كالديون والقروض والعنف لا حل لها أمامهم ولا علاج فيلجأون إلى إلهاء الشعب في قضايا اجتماعية خلافية يصدرونها لهم ليدور حولها النقاش ليل نهار. وعليه فإلهاء الناس بقضايا اجتماعية شديدة الاختلاف أو إثارة الخوف والكراهية في المجتمع هي أفضل الحلول، وكما قلت هي حكمة الله في التداول في الأمم والمجتمعات، يقول ابن خلدون إن المجتمعات والدول تمر بعدة دورات ومراحل، الأولى هي أن الأيام الصعبة تخرج رجالًا اقوياء وأن الرجال الأقوياء يصنعون الرخاء والترف، لكن الرخاء يخرج رجالًا ضعفاء، وبعد ذلك الرجال الضعفاء يصنعون أيامًا صعبة. وكما قال تعالى: وتلك الأيام نداولها بين الناس.
- تركيا رفضت العزاء المقدم من السفارة الأمريكية في ضحايا التفجير وهو أمر ليس مستغرباً من الأتراك، وزير الداخلية التركي قال أن تركيا ألحت كثيرا في سبيل تصنيف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية لكن أمريكا تدير ظهرها دومًا لهذا الطلب. ما لا يريد الأتراك الاعتراف به أن الأكراد هم ورقة أمريكية تحركها أمريكا وقتما شاءت، وبالتالي فلن تستجيب أمريكا لهذا الطلب، على العموم يحسب لتركيا الوقت القياسي الذي حلت خلاله القضية، وكما هو متوقع فإن اردوغان يجيد استغلال مثل هذه الحوادث وتحقيق مكاسب من ورائها كانتزاع مكاسب من الأمريكيين والاتحاد الأوروبي والضغط لتسليم بعض قيادات الأكراد.
- أراد ترامب أن يجعل الانتخابات النصفية استفتاء على شعبيته ظاناً أن حزبه ومرشحيه سيكتسحون الانتخابات فكان أكبر الخاسرين من وراء هذه الانتخابات، فيما كان أكبر الرابحين وعلى خلاف التوقعات هو الرئيس بايدن نفسه، بهذه النتائج وبعد حسم انتخابات مجلس الشيوخ لصالح الديمقراطيين والمنافسة الشرسة بالنواب حيث لم يتبق إلا ١١ مقعداً فإن حسمها الجمهوريون المتفوقون حتى الآن بفارق أربعة مقاعد فستكون أغلبية هشة لا تسمح لهم بفعل شيء وإن حسمها الديمقراطيون فوداعاً للجمهوريين من سنتين إلى ست سنوات على الأرجح. العجيب هذه المرة أن الأمريكيين غلّبوا حالة الديموقراطية على الاقتصاد، لتنقلب كل الموازين لصالح الديمقراطيين وازدياد فرصهم في ولاية ثانية لبايدن فيما تعالت أصوات بين الجمهوريين وحق لها ذلك تنادي بإعادة هيكلة الحزب بعيدا عن ترامب وشعبويته.
- جاءت نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية مجانبةً للتوقعات ونتائج استطلاعات الرأي التي توقعت اكتساح الجمهوريين لهذه الانتخابات نظير الأداء المخيب لبايدن ومظاهر التضخم والغلاء وشبح الركود التي تخيم على الأمريكيين، ولعل إحدى أهم نتائج هذه الانتخابات بنظري هي نجاح الديمقراطيين في استغلال أو لنقل الاستفادة من الرئيس السابق ترامب لتقليل حجم الخسارة المتوقعة وهو ما حصل بالفعل. هذه الانتخابات كشفت كم أن الشعب الامريكى شديد الانقسام وأنه لن يتعافى من ذلك قريبًا، فعدم الفوز الكاسح ووصول الطرفين لهذه النسب قد يتسبب ببعض الجمود في التشريعات والقوانين المحلية أو قد يمنع تعيينات الموظفين كما يمكن لمجلس يسيطر عليه الجمهوريون عقد جلسات استماع حول قضايا مثل الانسحاب من أفغانستان مما قد يحرج إدارة بايدن لكن بالمقابل أرى هذه الانتخابات قد رسخت في أذهان الجمهوريين أن الرهان على ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة قد يكون رهاناً خاسراً ومن الضروري التخلي عنه والبحث عن بديل له، خاصةً مع بزوغ نجم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس الذي فاز بسهولة في إعادة انتخابه وبروزه كمنافس جاد لقيادة الحزب الجمهوري.
- المثقف الذي لا ينحاز لهموم وطنه وأمته هو خائن لنفسه ولقيمة الحرية ولمن وثقوا في قلمه، وهذه مقولة صادقة بكل تأكيد، فالواجب على كل مثقف وصاحب قلم أن يتحسس آلام شعبه وهمومهم فيكون معبراً عنها ساعياً في إزالتها فهو الجسر الواصل بين شعبه وحكومته، لا أن يتعالى على مجتمعه وينظر إليهم بفوقية منظّراً عليهم وإلا فهو لا يستحق هذا اللقب.
- تقرير خطير بالفعل، ٨٠٪ من حبوب الكبتاجون المخدرة على مستوى العالم مصدرها مناطق سيطرة نظام الأسد في سوريا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، وللأسف تنقل الوكالة عن مهربين وضباط وناشطين رفضوا كشف أسمائهم أن مقابل كل شحنة يتم ضبطها هناك تسع شحنات تمر وتصل إلى وجهتها وأن الشحنة التي تكلف ١٠ ملايين دولار تدر أرباحاً بأكثر من ١٨٠ مليون دولار على أصحابها، وأن هذه التجارة تدر على الأسد أكثر من عشرة مليارات دولار سنويًا على أقل تقدير، الكارثة أن التقرير يكشف أن السعودية هي السوق الأول المستهدف من قبل هؤلاء المهربين.
- دفعتني عوامل عدة على رأسها الأزمة الغذائية المستمرة جراء جائحة كوفيد 19 والتأثير السلبي للتغير المناخي والحرب الروسية الأوكرانية وطلب الناشر، كل ذلك دفعني إلى تحديث و إعادة نشر كتاب “إستراتيجية التنمية الزراعية: التجربة السعودية”.
- حاليًا قادة دول العالم يبدون أشد أنواع القلق والمخاوف بشأن الأمن الغذائي، والكتاب يعالج هذه المخاوف، مركزًا على كيفية تعزيز التنمية الزراعية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي وتخفيف حدة الفقر وتعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق الاستقرار والأمن القومي الشامل. الكتاب متوفر حاليًا في جميع منصات بيع الكتب العالمية.
- لا يدرك البعض أن الأيام العادية نعمة من الله، وأن اليوم الذي يمر بهدوء ودون منغصات هو خير عظيم لا نعرف قدره حتى يأتي البلاء فنذكر حينها تلك الأيام العادية التي لم نحمد الله عليها.
- إذا أردت أن تكون من أصحاب الحكمة والتقوى فابتعد عن هم الرزق وحسد الخلق وحب الجاه والدنيا، جعلنا الله وإياكم ممن آتاهم الحكمة.
- ظل القادة في الولايات المتحدة والعالم الغربي عمومًا لعقود يسيطر على تفكيرهم أن مشاكلهم يجب أن تكون مشكلة العالم أجمع، بينما مشاكل الآخرين والعالم هي مشكلتهم وحدهم ولا دخل للغرب بهم، وعبر هذا التفكير نجح الغرب في السيطرة على الأغلبية العظمى من الشعوب خلال العقود الماضية، بسبب القوة الخشنة والناعمة، والأهم بدعم من الطابور الخامس لهم. على هؤلاء القادة إدراك أن العالم تغير والتوقف عن هذه الطريقة في التفكير ، أما نحن فعلينا التحرر من هذا الوهم ومحاربته بكل قوة، وهنا يأتي دور الشخصيات الرسمية والمؤثرين في التصريح وتبيان أن مشاكل أمريكا والغرب عموماً هي مشكلتهم وحدهم ولا تخصنا إلا بقدر ما تؤثر علينا.
- الإعلان عن سقف أسعار للنفط الروسي بات قريبًا بحسب تصريح مجموعة دول السبع الكبرى التي تقول إن الإعلان سيكون في وقت لاحق خلال هذا الشهر وفقاً لرويترز، الخطوة تشكل تصعيدًا خطيرًا للأسف واتجاهاً تدريجياً لمنع التعامل مع الروس ومن بعدها يأتي الدور على الصين، روسيا تعهدت بعدم بيع النفط لأي دولة تطبق السقف، والأمر بالطبع سيتوقف على عدد الدول التي ستستجيب للإعلان خصوصاً الصين والهند، أكبر سوقين للنفط الروسي، لكن الأهم حقيقةً هو عدم فهم هذا الانصياع التام من جانب الأوروبيين للقرار الأمريكي، أوروبا ستعاني كثيرا هذا الشتاء جراء هذه القرارات فيما المستفيد الأكبر هو أمريكا وحدها.
- أدى ارتفاع التضخم والركود جراء جائحة كورونا وارتباكات سلاسل التوريد وارتفاع أسعار الغذاء والطاقة إلى عنان السماء مع اشتعال الحرب الروسية على أوكرانيا إلى تفويض استقرار الأسعار بكافة الدول حتى لامست مستويات غير مسبوقة في دول عديدة كبريطانيا والأرجنتين وفنزويلا وتونس ومصر، وهو ما قد يتسبب في تعثر بعضها، حيث تواجه الآن بعض هذه الدول تبعات قراراتها الاقتصادية خاصة التي ذهبت إلى الاقتراض لبناء مشاريع مبهرة لكنها غير منتجة ولا توفر الاحتياجات الأساسية للشعب، وأصبح لا مفر أمامها سوى بيع أصولها أو اللجوء لإعلان إفلاسها كما حدث بالأرجنتين قبل أكثر من عقدين، ولعل هذا يكون أفضل كما تقول آن كروجر عالمة الاقتصاد ونائب مدير صندوق النقد سابقا التي تقول “إن الفكرة بسيطة، ينبغي للحكومات أن تكون قادرة على إعلان إفلاسها، تماما كما تفعل الشركات، فبدلاً من عمليات الإنقاذ والعقود الضائعة من التقشف، ينبغي لهذه الدول أن تكون قادرة على مسح اللوح والبدء من جديد”.
- من يتوقع أن يكون إيلون ماسك جاداً في جعل موقع تويتر باشتراكات شهرية خاصةً الحسابات الموثقة؟ شخصياً لا أتوقع ذلك وإلا فهو يقدم فرصة قد لا تتكرر لمنصات أخرى لتحتل مكانة تويتر ، الأقرب في نظري أنه قد يتراجع بالكلية عن هذا المقترح أو أنه يلجأ لحيلة معروفة وقديمة فهو يلح على اشتراك ال ٨ دولارات شهرياً في كل تغريداته حتى يعتاد الناس سماعها رافضين لها ثم يجعل الاشتراك بمبلغ أقل من ذلك بكثير تراه أغلبية الحسابات الموثقة هيّناً فترضى به ويكون الرافضون قلة، وأخيراً فإن فريق ماسك كان قد صرح بأنه ينوي أن يجعل مستخدمي تويتر يكسبون المال من تغريداتهم كما يحدث في يوتيوب وتيك توك وحينها قد يبدو أمر الاشتراكات معقولاً لمن يتربحون من المنصة.
- العهد الذي قطعه لولا دا سيلفا على نفسه عقب إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية في البرازيل وتأكد عودته إلى قصر الفورادا، مقر الحكم بالبرازيل مطلع العام المقبل، يصلح منهجاً يحتاجه كثير من الحكام والقادة بعالمنا العربي والإسلامي وليتهم يسعون لتنفيذه أفعالاً لا أقوالاً من السعي للقضاء على الفقر والجوع والارتقاء بمكانة بلادهم بين محيطها وعالمياً، خاطب لولا الشعب قائلاً: “أعدّ نفسي مواطناً قام من الموت، حاولوا دفني حيّاً، لكن ها أنا ذا هنا من جديد… وأعدكم بأن مكافحة الجوع ستكون في طليعة أولوياتي، تليها إعادة البرازيل إلى المسرح الدولي”. ( العهد الذي قطعه لولا على نفسه عندما تأكد فوزه في الانتخابات الرئاسية البرازيلية، أمام أنصاره ليقول: «أعدّ نفسي مواطناً قام من الموت. حاولوا دفني حيّاً، لكن ها أنا ذا هنا من جديد… وأعدكم بأن مكافحة الجوع ستكون في طليعة أولوياتي، تليها إعادة البرازيل إلى المسرح الدولي».)
- الوجه القبيح للرأسمالية، إيلون ماسك يشتري تويتر بعشرات المليارات ثم يقوم بتسريح أكثر من نصف العاملين بالشركة التي يبلغ عدد العاملين بها أكثر من ٧٥٠٠ عامل، رأسمالية متوحشة ما لم تكن هناك قوانين تحمي العاملين، لك أن تتخيل حال شخص تصله رسالة وهو في طريقه إلى عمله أن يعاود أدراجه فقد تم تسريحه، التسريح لم يقتصر على تويتر فقط بل قامت شركات عالمية اخرى بنفس الأمر وإن بنسبة أقل منها ليفت وسترايب وأوين دوور، فملاك الشركات لا يرون جهود عامليهم على مدار سنوات في تحقيق الشركة لنجاحها ولا يرون سوى تقليص النفقات وتحقيق الربح وسط أزمة غلاء وتضخم وركود لم تبلغ ذروتها بعد.
- صدقُ العزم يذلل الصعاب، لعل أبرز مثال على صحة هذه المقولة ما فعله الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز الذي لم يحكم سوي عامين اثنين لكنهما عادلا عشرات السنوات لما رأى فيهما المسلمون من الخير والبركة بعدما سادت قبله الانحرافات والمظالم والبعد عن المنهج القويم، فلم يكن عمر بن عبد العزيز يملك سوى عزم صادق على أن يسير بالأمة سيرة الخلفاء الراشدين رغم أنه لا يملك عصا سحرية ولا الأجواء المحيطة به والظروف التي جاء فيها تكن لتشجعه على ذلك، فلا الزمان زمان الخلفاء الراشدين ولا الأعوان هم أعوان أبي بكر وعمر لكن الله يعين من يصدقه، فما هي الا سنتان فقط حتى يتبدل حال الأمة، حتى يُروى عنه في بعض كتب السير أن عماله جاؤوا إليه بأموال الزكاة فقال أنفقوها على الفقراء فردوا لم يعد بين المسلمين فقراء، فقال زوجوا بها الشباب فقيل زوجنا من يريد الزواج وبقي مال، فقال اقضوا ديون المدينين وأعطوا أهل العلم، فقالوا فعلنا وبقي مال، فقال اشتروا به قمحاً وانثروه على رؤوس الجبال فلا يقال جاع طير في بلاد المسلمين.
- إعلان روسيا انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب والزيادة المؤكدة من الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة للمرة الرابعة على التوالي في اجتماعه اليوم ومعه سترتفع بالطبع أسعار الفائدة للعملات الرئيسية في العالم عاملان رئيسيان يدفعان الاقتصاد العالمي إلى مرحلة ركود عميق مع ارتفاع جديد في أسعار الغذاء، فبعد انخفاض مؤشر فاو لأسعار الغذاء خلال الأشهر الماضية فإن الأسعار مرشحة للصعود مرة أخرى، حيث سجلت عقود بورصة شيكاغو الآجلة للقمح والذرة اول امس زيادة بنحو ٥ في المئة.
- أظهرت الأحداث الأخيرة سواء الحرب الروسية على أوكرانيا أو قبلها جائحة كورونا وتوقف سلاسل الإمداد مدى أهمية الأمن الغذائي العربي وتأثيره على حالة الاستقرار العامة بمختلف بلداننا العربية، لذا على الرغم من المواضيع المطروحة على القمة العربية التي ستعقد غدا بالجزائر وأهميتها السياسية فإن تميز أعمال القمة بطرح مشروع استراتيجية الأمن الغذائي العربي يبرز أهمية الموضوع وتأثيره على جميع سكان العالم العربي. نرجو أن تنتهي القمة إلى إجراءات حقيقية يمكن البناء عليها وتضمن تحقيقه أمراً واقعا خاصة مع امتلاك بلادنا العربية إمكانات تنفيذه إلا أن الأمر تنقصه الإرادة.
- الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة تكاد تعصف بالبلاد والعباد ثم يحاولون إلصاق أزماتهم بظروف خارجية كالحرب الروسية على أوكرانيا، بعض هؤلاء لا يملّون من خداع شعوبهم والتقليل من احترامهم لعقول شعوبهم، فما حدث في هذه الدول لم يكن مفاجئاً وليس سببه الرئيسي الحرب في أوكرانيا، فهذه الحرب أحد الأسباب وقد عجلت فقط بظهور الأزمة التي كانت ستظهر عاجلًا أو بعد أشهر أو على الأكثر سنة. على هؤلاء مراجعة أنفسهم وقد سبق أن قلنا مرارا إن التوسع في الاقتراض وإنفاق المليارات في مشاريع إعلامية لأخذ اللقطة بغير عائد يسدد هذه الديون والقرارات الأحادية التي يأخذها فرد دون الرجوع إلى المتخصصين وعدم الاتجاه للإنتاج صناعةً وزراعةً وعدم وضع أولويات للإنفاق مع ما يشهده العالم ويعلمه الفرد العادي قبل المتخصص من حالة الركود والتضخم والتوتر التي يشهدها العالم من الطبيعي أن تكون هذه نهايته، ثم يعود مسؤولو هذه الدول ليلقوا باللائمة على الأصدقاء والأشقاء الذين تخلوا ولم يستمروا في الدعم الذي افترضوا أنه سيكون بلا نهاية.
- تحتاج محاولة فهم الحاضر دومًا إلى قراءة متأنية ومتعمقة للتأريخ. كتاب الإخوة دالاس مؤسسي ومدير وكالة المخابرات الأمريكية للمؤلف ستيفين كينزر, والمترجم مصطفي الشخب أعتقد هو أحد الكتب التي تستحق القراءة لفهم الأسس التي قامت عليها الخارجية الأميركية و الـ CIA. غالبًا الأمم والدول لا تتغير ولكن تتكيف مع الواقع، ومن هنا تبرز حاجتنا إلى قراءة متانية للأحداث خاصة خلال الفترة الانتقالية التي نمر بها.
- الدرس الأبرز الذي يخطر دومًا ببالي كلما قرأت آيات قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر وما فعله بالسفينة والجدار والغلام هو أن ما يتعرض له الإنسان أو يراه شرًا محضاً قد يكون هو عين الخير لكننا لا ندري. كم من أمر نسعى في إتمامه ونرجو الله ونلح في الدعاء ليتم، فيصرفه الله بلطفه عنا رحمةً بنا وعلماً بما فيه صلاحنا.
- انتوني بلنكن وزير الخارجية الأمريكي: على الرغم من قرار اوبك بلس بتخفيض الإنتاج فإننا يجب أن نذكر أن السعودية دعمت قراراً لإدانة ضم روسيا للأراضي الأوكرانية وتقديم 400 مليون دولار لأوكرانيا… تصريح يؤكد ما نكرره دائما من أن أمريكا لا يصلح معها إلا هذا النهج في التعامل، تعامل الأنداد وفتش عن مصالح بلدك أولا.
- انظر إلى الأزمات الحالية وما تفعله في العالم، بريطانيا دولة التقاليد الراسخة تتناسى كل تقاليدها فجأة، فتأتي برئيس وزاء لأول مرة غير مسيحي، لأول مرة ملون (غير أبيض)، لأول مرة ليس من أصول أوروبية، فهو من أبناء المهاجرين من أصول هندية. لقد جعلت الأزمة العالمية الجميع يبحث عمن ينقذهم ومن يستطيع تحمل تكاليف المنصب دون النظر إلى أية معايير أخرى، الجميع تجاوز هذه المقدسات طالما يستطيع هذا القادم تحمل البلد وإنقاذها وتحقيق الرفاه لشعبها. الأزمات الدولية الحالية ستخلف وراءها كثيراً من المتغيرات بالغرب.
- سياسات الولايات المتحدة تحددها ثلاثة أطراف، هي الإدارة الأمريكية (البيت الأبيض) والكونجرس الأمريكي والدولة العميقة، لذا فأفضل السبل لإدارة العلاقات مع أمريكا أياً كان الطرف هو إظهار الندية وعدم إبداء أي مؤشر يُفسر أنه ضعف أو رضوخ للأوامر، فذلك يجعل دوماً أيًا من الأطراف الثلاثة يتمادى في عنجهيته، لذلك فالأفضل هو وضع الأمور في نصابها معهم وإظهار أهمية العلاقة ومخاطر انهيارها دون تحدٍ أو تصعيد يوتر العلاقة. ( ربطها مع تغريدة كتاب دالاس)
- أزمات دولية كبرى تهدد العالم بكساد عالمي قد يفوق في حجمه كساد الثلاثينات الشهير، استقالة ليز تراس رئيسة الوزراء البريطانية بعد ستة أسابيع فقط من توليها المنصب تنبئ بما يعيشه الغربيون من أزمات عميقة وعجز عن مواجهتها درجة إطاحتها بالحكومات حكومة تلو الأخرى، منطقة اليورو تعيش فترة سوداء جراء التضخم وغلاء الأسعار وأزمات الطاقة واستنزافها في أوكرانيا، أما الولايات المتحدة وإن كانت أسعد حالاً من الأوروبيين إلا أن التضخم والركود وارتفاع معدل البطالة وتراجع معدلات النمو كلها قد تتسبب باضطرابات اجتماعية وسياسية في الأفق والانتخابات النصفية على الأبواب والحلول بيد بايدن ليست كثيرة، أيضاً الصين لديها أزماتها الخاصة من جراء الإغلاقات المتتالية والأزمة العقارية غير المسبوقة مع انفجار فقاعة الإسكان وفقدان مليارات الدولارات من الاسهم والسندات، أضف إلى ذلك ما ينتظر دولاً نامية عدة من قلاقل واضطرابات ناجمة عن عدم قدرة الحكومات على توفير أدنى متطلبات الحياة الكريمة لمواطنيها. وعلى كلٍّ فالأزمة الاقتصادية أعمق بكثير من ربطها بالحرب الأوكرانية كما تستميت الحكومات الغربية في إقناع شعوبها بأن روسيا سبب ما هم فيه، وانتهاء الحرب الروسية على أوكرانيا قد يخفف الآثار فقط إلا أن ذلك لن ينهي الأزمة الاقتصادية أو أزمة الطاقة بالعالم.
- وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير في مقابلته مع الشرق حول النفط وقضايا المناخ يؤكد أن الحوار العالمي بشأن قضايا المناخ بات يعتمد على العواطف وأن مطالبات التخلي عن النفط غير منطقية وأن الأوضاع الحالية أثبتت صحة الموقف السعودي. حقيقةً أزمة الطاقة الأخيرة وارتفاع أسعارها بالولايات المتحدة وإلقائها اللوم على أوبك بلس والسعودية يبين لنا أن البحث عن الحق هو آخر هم الأمريكيين في تعاملهم مع أزماتهم، وفي المقابل نحن لسنا في موقف دفاع عن سياساتنا ومصالحنا ولسنا معنيين بسرد تبريرات أو توضيحات لما هو واضح وهذا ما أكدته برأيي ردود الجبير.
- التضخم في بريطانيا يتجاوز ١٠ ٪، والجنيه الإسترليني يهبط أمام الدولار إلى أدنى مستوى له في ٣٧ عاماً، فيما هبط الين إلى مستوى ما قبل ٣٢ عاماً، ولا يزال الفيدرالي الأمريكي يعتزم مواصلة رفع الفائدة لتحجيم التضخم لديه، ضارباً بتأثيرات ذلك السلبية على اقتصادات العالم عرض الحائط، وهو ما سيؤدي لمواصلة العملات العالمية الهبوط أمام الدولار، العجيب في الأمر هو العجز الأوروبي والصمت حيال الأمر، رغم ما سيتسبب به ذلك من ضغط على الحكومات الأوروبية وفقدان الشعوب لرفاهيتها ولأسباب استقرارها وهدوئها، وهو ما ينذر بفوضى قادمة لدى الحليف الأهم لأمريكا وهم الأوروبيون، ولعل هذا ما تراهن عليه روسيا خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
- من اللافت للنظر أن جغرافيةَ المعرفة آخذة في التحول، والجميل في الأمر أن هذا التحول يأتي لصالح منطقتنا، فلم تعد الولايات المتحدة مركزًا لأفضل الجامعات، حيث التوازن آخذ في التحول إلى الصين والسعودية والإمارات. فالصين والشرق الأوسط وعلى قمته السعودية والإمارات يقودان الآن وفقاً للتصنيف العالمي لمجلة تايمز للتعليم العالي (THE) ما يسميه البعض نهضة جديدة مدفوعة بالابتكار وخلق المعرفة، بدعم من استثمارات هائلة في قطاع المعرفة. هذا يؤكد ما كتبناه قبل ١٣ عاماً عن مستقبل التعليم العالي بدول الخليج، وأنه رهنٌ بخلق برامج تمزج بين طريقة التعليم التقليدية وجهاً لوجه مع المدرسين، إضافة إلى الاستفادة من ميزة استعمال حرية التعلم عن بعد، وكذلك الارتباط بأكبر عدد ممكن من المعاهد والجامعات العالمية. لقد أكد كثير من المحللين على أن الخطر الذي يهدد مكانة الجامعات الأمريكية والغربية قادم من دول الخليج، حيث الحكومات أدركت أهمية ذلك وباتت تصرف عشرات المليارات على مشاريع تعليمية أكثر من أي مكان مضى، فضلاً عما تتمتع به دول الخليج من استقرار سياسي. إضافة إلى قوة اقتصادها التي يجعلها متحررة أكثر من دول أخرى مجاورة.
- كلما كبر الإنسان ضعفت شهواته كلها إلا شهوة الكلام، وكأن هناك حاجة ملحة لدى المرء للإدلاء بدلوه في كل شاردة وواردة وتتملكه شهوة التباهي بما يقول، فكم من أوقات ضاعت جراء استغراق البعض في الحديث فيما يعرف وما لا يعرف حتى انحرفت الموضوعات عن مسارها وضاعت الأوقات سدى. وللأسف المصاب بشهوة الكلام لا يحسن إمساك اللجام، فرحم الله أمرأً قال خيراً فغنم أو صمت فسلم ولم يُضع وقته ووقت الآخرين في ثرثرة لا تجدي نفعاً.
- لم يعد للقيم والأخلاقيات في العالم معيار واحد تقاس عليه، بل الأمر صار يقاس بمصلحة الأقوى وبرضا الدول الكبرى، فقذف روسيا على السوريين أمر مقبول وحرب على الإرهاب إلا أن نفس القذف الروسي للمرافق الأوكرانية قمة الإرهاب وعمل يستحق التنديد والعقاب، وعندما يتم اغتيال ابنة مفكر روسي مقرب لبوتين أو تفجير جسر القرم فهذه بطولة تتناولها الصحف والألسن بالإشادة فيما مثلًا نفس العمليات دفاعاً من الفلسطيني عن بلده تعد عملًا إرهابياً يستحق التنديد، وعندما يحاول رياضي التعبير عن رأيه في قضية سياسية ولو كانت عادلة فهذا يعد أمراً مرفوضاً يستحق الوقف والعقاب كونه إدخالاً للسياسة في الرياضة فيما يصبح فجأة أمراً مقبولاً طالما ارتأت أمريكا والدول الكبرى ذلك. الخلاصة لا منطق في الأمر ولا معايير، فقد باتت القيم والأخلاق مرتبطة بما تراه أمريكا أو إسرائيل أو الطرف الأقوى عموما والإرهاب ما يحددونه هم لنا.
- من الذي يؤدب قارة أوروبا كلها ومن خلفها العالم على الحقيقة؟ الظاهر للعيان أنها روسيا عبر وقفها الغاز ومنعها المحاصيل والزيوت ومواصلتها الحرب على أوكرانيا، غير أن من يؤدب أوروبا على الحقيقة هي حليفهم المفترض، إنها أمريكا التي ينتهج حزبها الديمقراطي سياسات تحرق الجميع غير مبالية بشيء في سبيل ترويض الروس واستنزافهم في أوكرانيا ومن ثم التفرغ للصين، يديرون اللعبة كلها فلا يستثنون عدواً ولا صديقاً ، ليخرج الجميع متضرراً وهم الرابح الوحيد.
- استوصوا بنسائكم خيرًا كما وصانا نبينا الكريم، فكلما رأيت أمك تذكر أن الجنة عند قدميها، وكلما رأيت زوجتك تذكر أن خيركم خيركم لأهله، وكلما رأيت ابنتك تذكر أنها سترك من النار، ما أعظمها من وصايا وتعاليم!
- في مواجهة حالة السعار التي ينتهجها الديمقراطيون إزاء خفض أوبك لإنتاجها من النفط ها هو وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو يؤكد أن إلقاء اللوم على أوبك والسعودية خطأ فادح ويمثل فشلاً للسياسة الأمريكية، مشيرا إلى أن بايدن هو المسؤول عن أزمة الطاقة داخل الولايات المتحدة وحول العالم وليست السعودية أو أوبك، وقد سبقت تصريحات بومبيو تصريحات مشابهة لعدد من السيناتورز الجمهوريين أبرزهم السيناتور تيد كروز. وبعيدا عن المعركة الانتخابية الدائرة بين الديمقراطيين والجمهوريين فالذي على الطرفين فهمه هو الموقف السعودي تجاه هذا الأمر والذي عبر عنه الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة من أننا معنيون أولاً وقبل كل شيء بمصالح المملكة العربية السعودية وأن المملكة لديها مصلحة في أن تكون جزءًا من نمو الاقتصاد العالمي. الغريب إن أمريكا برفعها المتتالي لأسعار الفائدة لتحجيم التضخم لديها تجر العالم كله جرًّا نحو الركود وتعلم أن هذا الخفض من أوبك هو إجراء استباقي على أمل تجنب انهيار الأسعار الذي يتطلب خفضًا مفاجئًا مع استمرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في رفع أسعار الفائدة إلا أنه يبدو أن الولايات المتحدة ترى نفسها الوحيدة المعنية بتحقيق مصالح شعبها ولا تعطي هذا الحق لغيرها من الحكومات!
- تمنَ الخير للجميع دون استثناء، فسعادة الآخرين لن تأخذ من سعادتك شيئاً وغناهم لن ينقص من رزقك شيئاً وصحتهم لن تسلبك من عافيتك شيئاً، واجعل هدوءك هو عتابك الوحيد لكل من خاب ظنك بهم. مقولة اعجبتني
- العقوبات الاقتصادية بلا شك مؤلمة وتؤثر على البلد المفروضة عليه تأثيراً كبيراً، غير أن هذا السلاح الذي ترفعه أمريكا في وجه من يخالف تعليماتها أو يستثير غضبها ثبت فشله في إخضاع الدول، بل غالباً يعطي تأثيراً عكسياً داخل البلد المفروضة عليه وبين شعبها، يقول محلل السياسات الدولية جوشوا كيتينغ “إن سجل العقوبات هو للإخفاق أقرب منه للنجاح، حيث لم يحقق نجاحا إلا في ٣٣٪ من الحالات”. وعموما لا أدل على ذلك من النظر في الحالات الإيرانية والكورية الشمالية وأيضا فنزويلا ثم الآن الحالة الروسية، هل غيرت العقوبات من موقفهم في شيء؟ والأهم من ذلك كله أن تأثير هذه العقوبات في كثير من الأحيان أصبح متعدياً البلد المفروضة عليه لتؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وتكون للعقوبات تداعيات أكبر على دول لا ذنب لها، ما يدعو لضرورة إعادة النظر في مفهوم العقوبات كسلاح وأداة من أدوات السياسة الخارجية الأمريكية مع الفشل الذي حققته والضرر الملموس الذي يطال العالم ككل خاصة كلما ازداد وزن الدولة المعاقَبة في الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية، جراء اختفاء السلع الأساسية وارتفاع الأسعار وضغوط فواتير الاستيراد والضغط على الموارد المحدودة للدول والاقتصادات النامية بما يمس حياة الناس أنفسهم، والدرس الأهم أن روسيا بامتلاكها قائمة طويلة من سلعها الأساسية سواء الحبوب والغلال والزيوت فضلا عن النفط والغاز كانت أقدر على المقاومة ومواجهة سلاح العقوبات الأقسى في تاريخها، وإن لحقها الضرر فقد طال خصومها مثله وأكثر.
- لا أدري متى يتوقف التفكير الاستعلائي للمسؤولين الأمريكيين ونظرتهم إلى الآخر ويعلمون أن اليوم ليس كالأمس، فالأصداء الأمريكية على قرار أوبك بلس بتخفيض الإنتاج سواء عبر صحفهم الأكثر شهرة أو عبر تصريحات المسؤولين خاصة من الحزب الديمقراطي منذ مساء أمس غريبة ومبالغ فيها رغم أن من حق كل الدول البحث عن مصالحها ورغم علمها أن القرارات الصادرة من أوبك هدفها الحفاظ على توازن السوق. تتناسى أمريكا ما تفعله منذ أشهر من رفع سعر الفائدة لتحجيم التضخم لديها وإرضاء مواطنيها ضاربة بتضرر العالم أجمع من فعلها خاصة الاقتصادات النامية والدول الفقيرة عرض الحائط، حتى أوروبا التي تعاني ما تعانيه حاليا جراء تبعيتها لأمريكا يبتزها الأمريكيون لتصدير الغاز لها، فقد استنكر وزير الاقتصاد الألماني أمس طلب الولايات المتحدة أسعاراً خيالية لتوريد الغاز لألمانيا من أجل تعويض وقف الشحنات الروسية، مذكرا الأمريكيين بطلبهم من الاتحاد الاوروبي قبل أشهر التضامن معهم لتخفيض أسعار النفط، إذن هو حلال لأمريكا أن ترفع الفائدة وترفع سعر الغاز وتفعل كل ما يلزم رعايةً لمصالحها لكنه حرام على غيرها، ما لهم كيف يحكمون، وأخيراً فإن السياسة الحالية لمنظمة أوبك بلس بزعامة السعودية تدار باحترافية عالية مع حرصها على استقرار السوق العالمي وأن من حق كل دولة أن ترفع شعار أن الوطن ومصالحه أولاً وإن رأت أمريكا غير ذلك.
- لو أردنا أن نطلق وصفاً على سلوك أغلبنا حالياً بكلمة واحدة لكانت الاستهلاك هي الكلمة المناسبة باعتقادي، نعم فقد بات سلوكنا استهلاكياً بمعنى الكلمة، ومرجع ذلك إلى قدرة الإعلانات والدعاية المباشرة وغير المباشرة على التأثير فينا وفي قراراتنا حتى صورت لنا السعادة في اقتناء المزيد والمزيد من الأشياء دون أن نسأل أنفسنا هل حقاً نحن بحاجة إلى هذه الأغراض أم لا؟ وهل هي تستحق أن نخسر من أجلها أموالنا؟ أنت محاصر يا عزيزي دون أن تدري في الوقت الذي تظن فيه أنك صاحب اختيار وقرار ، أنت أسير للإعلانات حولك في كل طريق تسير فيه وحين تتصفح حساباتك بمواقع التواصل وحين تطلع على المواقع الإخبارية وحين تدخل المتجر لشراء غرض واحد تحتاجه فتخرج محملاً بعشرات الأغراض، أنت هدف وصيد ثمين لكل المختصين بالتسويق وقراصنته لإقناعك بضرورة اقتناء ما يلزم وما لا يلزم من الأغراض، إنها ضريبة الحضارة والتمدن والعولمة وثقافة الإغراء والتقليد والتبعية حتى بات الكثير مديوناً أو محملاً بأقساط تفسد عليه حياته، وأخيراً ما الحل. هل الناس ينقصها التوعية، أم لم تلحظ التجارب الماثلة لآخرين وما آلوا إليه جراء ذلك أم لم يسمعوا بالجرائم المالية التي تقع من البعض بسبب الاستهلاك الترفي؟ الجميع غالباً على علم بذلك كله، ولا غنى بالطبع عن الاستمرار في التوعية وفي سن القوانين الخاصة بتحجيم القروض والتسهيلات والتي تحمى الفرد من نفسه ومن الوقوع في أسر الاستهلاك الزائد الذي يدمره ولكن يجب أن يسبق ذلك كله العودة إلى الله والرغبة في إرضائه والامتثال لأوامره بالاعتدال وعدم الإسراف والتمثل بسير الصالحين، مع اتباع سياسة الترشيد على مستوى المجتمع كله فيرى الفرد الترشيد واقعًا عملياً في سلوك كبار المسؤولين والوزراء وفي رؤسائه والمحيطين به فيكونون قدوة له، إن حجم الإنفاق بسوق الإعلانات عالميا يقدر سنوياً بنحو ٧٠٠ مليار دولار وفقاً لبعض التقديرات ولا شك أن الشركات تنتظر دون رحمة أو شفقة أن تعود إليها هذه المليارات أضعافاً مضاعفة، فاحذر الفخ المنصوب لك.
- تقرير حديث يكشف أن السمنة لا زالت تشكل عامل الخطر الرئيسي الأول للوفاة والعجز في السعودية ودول الخليج، كما أن تكلفتها على الاقتصاد السعودي قُدرت بقرابة ١٥ مليار ريال، ولعل هذا الأمر ليس جديداً ولكنه يرسل رسائل بالخطر القائم مع ارتباط السمنة بأمراض كالسكري والقلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطانات، خصوصاً مع استمرار ثقافة استهلاك الأغذية فائقة التصنيع والمشروبات المحلاة بالسكر والاعتماد على الوجبات السريعة. نحن بحاجة إلى وعي مجتمعي يعين الجهات المختصة على محاربة هذا الخطر الداهم، فلا يكفي وضع الاستراتيجيات والسياسات لمعالجة المشكلة دون وعي حقيقي تقوم عليه المدارس والجامعات والمساجد ووسائل الإعلام، وقبل منها الأب والأم وأولياء الأمور عموماً.
- تحاول أمريكا تصدير فكرة أن روسيا هي السبب الوحيد حاليا وراء كل الأزمات العالمية، فروسيا هي سبب الحرب وانهيار الاقتصادات وسبب نقص الغذاء ونقص إمدادات الطاقة وسبب كل مشاكل حكومات أوروبا مع مواطنيهم وسبب كل الاضطرابات التي قد تنشأ قريبا، والحقيقة أن روسيا مسؤولة بالفعل ولكنها مجرد جزء من المعادلة وليست أساس المعادلة التي تمثلها أمريكا بكل وضوح والتي تستغل بوتين جيداً كأنها دارسة لتصرفاته وردود أفعاله وهي المستفيد الأكبر حاليا من كل ما يحدث، وانظر إلى وضع الدولار مقابل مختلف العملات، كذلك أسعار الغاز الذي تصدره أمريكا، حتى الفيتو الذي باتت تستفيد منه روسيا والصين في تعطيل عدد من القرارات كان آخرها استخدام روسيا له أمس لإفشال قرار مجلس الأمن برفض الاستفتاء على ضم أراضي أوكرانيا فقريبًا جدًا سنرى تحركاً أمريكياً لإجراء تعديلات عليه، لقد حذر خبراء ومحللون كثر غالبيتهم أمريكيون سابقاً من الخطوات الاستفزازية التي كانت تقوم بها أمريكا والناتو تجاه روسيا وعلى حدودها مخافة أن تؤدي في النهاية إلى انفلات الأحداث وخروجها عن السيطرة وهو ما يوشك أن يقع قريباً.
- أكرر دائماً مقولة إن الخير قد يولد من رحم الشر ، والزلزال السياسي العالمي الحادث بفوز حزب اليمين المتطرف بالانتخابات في إيطاليا برئاسة جورجيا ميلوني أراه في سياق رد الفعل على السياسات والمواقف العلنية بشأن القضايا الاجتماعية المثيرة للجدل التي يتبناها اليسار بل ويحاول فرضها على الجميع قسراً متجاهلين أن الدين ضروري لحفظ الأخلاق. فوز ميلوني أظهر مخاوف حيال حريات مجتمع الميم في إيطاليا، إذ سبق أن تسبب الحزب في إفشال تمرير قانون يجرم رهاب المثلية العام الماضي، وهو ما برره الحزب بأن القانون يقوض حرية التعبير، كما أعلنت ميلوني في أكثر من مناسبة أنها ضد التبني وتأجير الأرحام للمثليين. والخلاصة أن سياسات اليسار الحالية هي ما يُنجح اليمين خاصة مع فشل الحكومات الحالية في إيجاد حلول حقيقية للمخاطر التي تواجه الغرب.
- نطالب بأن تكون السعودية عضواً دائماً في مجلس الأمن مع كل من ألمانيا و البرازيل والهند، وهذا ما سوف يعطي المجلس مصداقية وقوة، خاصة خلال المرحلة الانتقالية الحالية التي يمر العالم بها. وقد سبق أن أعلنت السعودية رفضها شغل مقعد غير دائم من مقاعد مجلس الأمن بعد ساعات من وقوع الاختيار عليها لشغل المقعد للمرة الأولى في تاريخها، بسبب ازدواجية المعايير في المجلس وأن آليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب، حيث الواقع الحالي أدى إلى استمرار اضطراب الأمن والسلم واتساع رقعة مظالم الشعوب واغتصاب الحقوق وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم، وما اقتراحي بدعم مطلب لافروف الذي ينطلق من مبدأ برجماتي هدفه مصلحة بلاده بكل تأكيد إلا التقاط فقط لطرف الخيط واستغلال الظرف السياسي لتفعيل الفكرة نفسها في إصلاح المجلس ثم تأتي بعد ذلك مناقشة التفاصيل ومن الدول الأحق بالانضمام.
- اقتراح لافروف أمس في كلمته بالأمم المتحدة أن تكون الهند والبرازيل عضوين دائمين في مجلس الأمن وأن يكون هناك تمثيل للدول الأفريقية بالمجلس نفسه اقتراح يستحق المناقشة والدعم من كافة الدول، فلا ينبغي لخمس دول فقط في العالم أن تكون هي المسيطرة على القرارات المصيرية للعالم أجمع منذ الحرب العالمية الثانية، خمسة أعضاء يلتقون خلف الأبواب المغلقة ثم يخرجون للعالم مقررين قرارات الحرب والسلام بما لهم من حق النقض (الفيتو). وقد يُجمع العالم بأكمله على قرار ما يراه في مصلحة البشرية بوقف طغيان حاكم مثلاً أو تقرير أمر ما فتخرج إحدى الدول الخمس لتوقف القرار ويُلقى بإرادة أغلب الدول في أقرب مزبلة لأن دولة واحدة من الخمس قررت استخدام حق النقض. لقد تغير العالم كثيراً وتغيرت موازين القوى وباتت هناك قوى اقتصادية وسياسية مستبعدة من عملية صنع القرار رغم أنها تستحق أن تكون لها كلمتها في مقابل دول أخرى لا زالت تعيش على التاريخ، وهذا ما يدعو إلى أن تكون هناك عملية إصلاح لمجلس الأمن، فلا أفريقيا ممثلة ولا أمريكا اللاتينية ولا العالم الإسلامي أو العربي.
- لعل التشابه كبير بين ما يفعله بوتين الآن وما حدث خلال ما أطلق عليه حينها الأزمة الكوبية في ستينات القرن الماضي، حين شرعت موسكو في بناء قواعد صواريخ نووية متوسطة المدى في كوبا قادرة على ضرب الولايات المتحدة رداً على نشر صواريخ بكل من بريطانيا وأيطاليا وتركيا تمكن الولايات المتحدة من ضرب موسكو بأكثر من مئة صاروخ نووي. صُنفت هذه الأزمة في حينها كأكبر أزمة كادت أن تؤدي إلى حرب نووية. الآن بوتين ظهره إلى الحائط، ولم يترك له الغرب خياراً سوى التصعيد، ولا أظنه بهذه الحشود وإعلانه التعبئة يريد التصعيد حقيقةً والحرب، بوتين يضع الغرب بين خيارين ويترك الكرة في ملعبهم، إما اختيار التصعيد أو التفاوض معه، والغرب حتى اللحظة يبدو أنه قد اختار التصعيد ويراهن على الوضع الروسي الداخلي وما تثيره هذه القرارات من فزع واضطرابات داخلية، وهذا التصعيد الظاهر حتى الآن من تصريحات القادة الغربيين قد يؤدي إلى نتائج كارثية.
- إعلان بوتين التعبئة الجزئية يمثل خطوة هروب للأمام وجد نفسه مضطرًا لها، روسيا تلقت في الآونة الأخيرة عدة ضربات مؤثرة من الأوكرانيين، بوتين الآن بحاجة إلى حفظ ماء وجهه ووجه الجيش الروسي، وروسيا الآن تحاول إظهار أنها داخلة هذه المعركة بثقلها، خاصةً بعد التحولات الكبرى الأخيرة لصالح الأوكرانيين جراء تدفق السلاح الغربي، بوتين غامر كثيرا عندما حشد لأول مرة على الحدود الأوكرانية طالبا من يصغي إلى مطالبه فأقحمه الغرب في الوحل الأوكراني، والآن أمريكا تبدأ تفعيل المرحلة التالية معه (الفخ الثاني) بتحدي إعلانه بالأمس، لذا لا مجال للحديث عن قرب انتهاء الحرب كما صرح أردوغان قبل يومين، فالمعركة ستطول والنهايات مفتوحة، وبوتين يعلم أنه لا يواجه الأوكرانيين فحسب ولكن أوروبا كلها ومن خلفهم أمريكا وقد قالها صراحة إن روسيا الآن تواجه النيتو وليس أوكرانيا وحدها، والدب الجريح قد يتخذ أي خطوات متهورة ليثبت أنه جاد في المضي قدمًا في هذه الحرب، تحت شعار حماية بلاده وتأمين حدودها.
- تغير كبير أصاب مجتمعاتنا العربية تزامنًا مع الانفتاح على العالم الحاصل الآن، نتج عنه ظواهر باتت أكثر وضوحاً لأي متابع من أخطرها الطلاق، إحصاء حديث يكشف عن ارتفاع كبير في حالات الطلاق داخل مجتمعاتنا العربية، ففي الكويت وفقاً للإحصاء فإن أكثر من نصف حالات الزواج تنتهي بالطلاق، وفي قطر والإمارات والأردن أكثر من ثلث حالات الزواج ينتهي بالطلاق، أما مصر ففيها أكثر من ٢٠ ألف حالة طلاق شهريا وفي السعودية نحو ٥ آلاف حالة شهرياً. الأسباب لم تعد خفية ما بين الضغوط المالية وغياب تحمل المسؤولية والطموح الزائد للمرأة وانتشار ثقافة الفردية الغربية والتقليد لمجتمعات تختلف عنا تمام الاختلاف وعدم مرونة الطرفين وقلة الوازع الديني والرادع الاجتماعي والعنف الأسري والإهانة. نحن بحاجة إلى معالجة شاملة تربوية وإعلامية ودينية تغرس في النشء منذ الصغر قداسة الحياة الزوجية والتماس الأعذار كما علمنا ديننا وعدم طلب الكمال والمرونة والصبر وضرورة الاحترام المتبادل بين الزوجين وتعود حل الخلافات عبر الحوار والتفاهم.
- الحياة تحديات وصعاب لا تنتهي، إذا أنجزت أحدها تبدى لك آخر، فلا تستصغر نفسك عند أي تحدٍ أو صعوبة وإلا فستنهار مباشرة، ولكن توكل على الله ثم آمن بقدراتك وتعامل مع ظروفك واعلم أنها لا تنتهي وانشغل بتحقيق أهدافك، مدركاً أن تحقيق بعضها أفضل من الاستسلام لها، وأن من سار على الدرب وصل ومن أدمن طرق الباب يوشك أن يُفتح له.
- دولة الإمارات أقرت قبل نحن شهرين منح إجازة بنصف الراتب لمدة عام لأي موظف يرغب في إنشاء مشروعه الخاص أو إدارة عمل حر، بشرط التزامه بالشروط والضوابط المقررة لذلك لمنع التلاعب والتحايل، مع احتفاظه بوظيفته حتى يتمكن من العودة إليها إذا تعثر أو فشل، أرى هذه الفكرة جيدة للغاية وقابلة للتطبيق لدينا، ففيها نفع للموطن بالاستفادة من الفرص المتوفرة بالقطاع الخاص ودعم للاقتصاد وتخفيض البطالة وتخفيف للعبء على القطاع الحكومي، مع إمكانية تمديد المدة لعامين أو ثلاثة لمن لاحت بوادر نجاحه، حتى يحكم على تجربته بشكل نهائي.
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله”، كما أوصانا نبينا أن نخبر كل أخ نحبه بأننا نحبه، وما ذلك إلا لأهمية الأخ والصديق المخلص، فهو زينة في الرخاء، وعدة في البلاء، ومعونة على الأعداء. وكما قال أحد الحكماء: الأخ الصالح في الدنيا ينفع، وفي الآخرة يشفع، إذا اقترب منك منح، وإذا ابتعد عنك مدح، وإذا ظلمته صفح، ينصحك دون جرح ويحبك دون شرط. وصدق من قال: الأخوة في الله جنة معجلة ونعمة لا تقدر بثمن. رزقنا الله المحبة فيه.
- ثرواتنا ورضا الغرب عنا: في مواجهة هيمنة الدولار التي تحاول أمريكا فرضها على الجميع ومع تجميد أمريكا لأكثر من ٣٠٠ مليار دولار تخص روسيا عقب قرار روسيا القيام بعملية عسكرية في أوكرانيا يتبدى للجميع أن ثروات الدول باتت رهناً بسياساتها الخارجية ومدى رضا أمريكا والغرب عن هذه السياسات، الأمر الذي يطرح تساؤلاً خطبراً عن مدى ضمانة الأموال العربية لدى أمريكا والغرب، فما بين محاولة وضع سقف سعري لأسعار النفط والغاز وبين تجميد الأصول والاحتياطات النقدية ما الذي تبقى للدول من استقلالية قرار.. بالتأكيد أن ما حدث مع روسيا يجعل بقية الدول تتساءل عن الإجراءات الواجب اتخاذها فورا لحماية ثرواتها المرهونة برضا الغرب عنها.
- لفتني خبر عن وضع الصين خططاً لتنمية الرجولة لدى طلاب المدارس لديها، مستشعرة خطر أن فتيانها وشبابها أصبحوا أكثر نعومة وأنوثة. لعل هذا الخبر يلقي الضوء على مشهد مؤثر ملموس لدينا أيضًا عند النظر إلى حال بعض شبابنا ولا أقصد أبداً التعميم، وللأسف الشديد كما أن للتقنية والتقدم والانفتاح على مختلف الثقافات إيجابيات لا تحصى فلها كذلك سلبيات خطيرة أثرت على سلوكيات بعض شبابنا، الآن أصبح لدينا شباب مهتم بمتابعة مشاهير غربيين سلوكياتهم لا تتوافق مع قيمنا وأخلاقنا هذا فضلا عن تطبيقات التواصل وبعض الالعاب الالكترونية والمنتجات السينمائية وحتى أفلام الكرتون، أضف إلى كل هذا غياب الوازع الديني لدى البعض والهجمة العالمية لطمس معالم الرجولة تحت مسميات تمكين المرأة والحرية المطلقة والمساواة بين الجنسين وغيرها من المسميات. وتكفي نظرة إلى حال بعض الشباب العربي الآن وملاحظة تصرفاتهم في الأماكن العامة وتسابقهم على صالونات التجميل ورسم الوشوم لنلاحظ التغيير الذي نحاول إنكاره حالياً، أظن أن دولنا العربية خصوصا الثرية منها بحاجة الى وقفة وإجراءات لوأد مثل هذه الظواهر في مهدها.
Leave a Reply