ادارة الكوارث

استراتيجية إدارة الأزمات والكوارث ما بعد كوفيد

by

استراتيجية إدارة الأزمات والكوارث ما بعد كوفيد 

الندوة العلمية الافتراضية حول: 

البحث العلمي العربي والتسيير المشترك للكوارث و الأزمات المستجدة وغير المستجدة

بالتعاون بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)  وإدارة  التربية والتعليم والبحث العلمي بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

 

الافتتاحية

أشكر القائمين على الندوة اولا: المتابعة و تسليط الضوء على موضوع هام يمس حياة جميع أفراد المجتمع و يأمن لهم الحماية و يهيئهم للتعايش مع الخوف و هو ما يسمى بالخوف الايجابي.

ثانيا: اتاحة الفرصة للمشاركة في هذه الندوة التي تكتسب اهمية خاصة في ابحاثي عن التنمية المستدامة, والتي تعتبر الكوارث من اهم معوقات استمراها.

 

ادارة الحروب وانتشار الاوبئة ووقوع الكوارث تحتاج الى قيادة سياسية واعية قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة توازي بين المصالح الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية على الامد القصير والطويل ولا يمكن ان تُترك الى العسكر والاطباء و العلماء.

المقدمة

في اطار سعي الامم المتحدة لإيجاد حلول  تفصيلية للحد من الكوارث المتمثلة في مؤتمر هيوغو في اليابان عام 2005م ,الذي اتفق فيه  قادة العالم على إطار عمل لتحسين إدارة المخاطر والحد من آثار الكوارث في أعقاب كارثة تسونامي في المحيط الهندي. التي أودت بحياة نحو 227 ألف شخص. تبعه عقد مؤتمر  سينداي.  وتم الاتفاق على  خطة متفق عليها دولياً ليكون العالم أكثر أماناً من أخطار الكوارث الطبيعية.

ألزم إعلان هيوغو الحكومات بخمس أولويات للعمل وهي: ضمان أن الحد من أخطار الكوارث من بين الأولويات الوطنية والمحلية، مع وجود قاعدة مؤسسية قوية للتنفيذ، وتحديد ومراقبة وتقييم أخطار الكوارث ودعم الإنذار المبكر، والاستعانة بالمعارف والابتكارات والتعليم في بناء ثقافة الأمان والتصدي للمخاطر على كل المستويات.

و لقد تبنت الجامعة العربية عام 2009م دورا رياديا في تعزيز اجراءات الحد من مخاطر الكوارث في السياسات الاقليمية. هادفة الى:

  • بلورة رؤية واولويات استراتيجية
  • تعزيز الاليات المؤسسية و اليات التنسيق

سوف استعرض تطبيق التحليل الاستراتيجي الرباعي  المعروف بـ SWOT بوصفه إحدى الأدوات التي تساعد على معرفة نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات. و يستعمل كأداة تحليل لعدة مجالات على المستوى شخصي او مجتمع او دول.

لاستراتيجية ادارة الازمات والكوارث. ما بعد كوفيد 19.

 

مكامن القوى للدول العربية

 تشترك الدول العربية في اللغة والثقافة والتراث التاريخي. كما انها تواجه و تتعرض بصورة منتظمة لأخطار جيولوجية مثل الزلازل والبراكين والانزلاقات الأرضية والتسونامي بالإضافة إلى الأخطار المتعلقة بالمناخ مثل الفيضانات والموجات الحرارية والجفاف والعواصف الرملية وحرائق الغابات والأعاصير.

  • اعتمدت الدول العربية إطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث للفترة 2015-2030 في مؤتمر الأمم المتحدة العالمي الثالث المعني بالحد من مخاطر الكوارث

اهم نقاط الضعف :

  • انهماك اصحاب القرار بالعمل اليومي.
  • غياب المؤسسات المعنية المتخصصة في توقع الطواري و الكوارث وردود الأفعال.
  • ضعف ومحدودية البنية التحتية (خدمات النقل و الصحة و التعليم و الخدمات العامة بصفة عامة) و خدمات ادارة الكوارث مثل الملاجئ و وسائل الانذار و التواصل الجماهيري و تحريك و ادارة الجهود التطوعية.
  • محدودية الموارد عدم توفر الموارد لتمويل الاستراتيجية
  • غياب الارادة للتركيز على تنفيذ و متابعة و رصد استراتيجية ادارة الازمات والكوارث. و قد كشف انتشار وباء كوفيد 19 ذلك.
  • الحاجة الى خطة طوارئ معلنة للجميع بكل تفاصيلها.
  • غياب البرامج و الخطط التدريبية المستمرة لكافة المجالات و بصفة دورية .
  • انتشار العشوائيات و تزايد ظاهرة تكدس المدن مع غياب الرعاية الصحية في اغلبها هيأ بيئة خصبة لانتشار الامراض وظهور الفيروسات المتطورة.
  • يحتاج أي فريق عمل الى 12-24 شهر لكي يكون فريقاً متجانساً
  • غياب وسائل الرصد في حالة انشار الاوبئة.

اهم الفرص

  • بلورة رؤية وأولويات استراتيجية ومجالات تنفيذ رئيسية للحد من مخاطر الكوارث في المنطقة العربية.
  • تعزيز الآليات المؤسسية وآليات التنسيق وتدابير الرصد والمتابعة لدعم تنفيذ الاستراتيجية العربية على الصعيد الإقليمي والوطني والمحلي. بحيث تكون حسب اعتماد إطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث, و هي:
  • فهم مخاطر الكوارث
  • تعزيز ادارة الحد من مخاطر الكوارث لإدارة مخاطر الكوارث
  • الاستثمار في مجال الحد من مخاطر الكوارث من أجل زيادة القدرة على مواجهتها
  • تعزيز التأهب للكوارث بغية التصدي لها بفعالية وإعادة البناء بشكل أفضل في مرحلة التعافي وإعادة التأهيل والإعمار.
  • انتشار وباء الكورونا يمنح فرصة للتخلص من العشوائيات المكتظة التي تفتقد للحد الأدنى من الرعاية الصحية لتتحول الى بؤرة خصبة لتفشي الامراض الحالية والقادمة. واعادة الذين نزحوا الى المدن، والعودة الى اريافهم و قراهم مع مساعدتهم و تبني برامج تنموية لتحقيق ذلك.
  • اعادة ترتيب الأولويات ومفهوم الامن الشامل

اهم التهديدات

لقد واجهت المنطقة العربية ما يربو على 507 كارثة وحادث في غضون الخمس وثالثين عام  الماضية وقد خلفت هذه الكوارث وراءها حوالي 400 الف  قتيلا, و70 مليون منكوب وما يقارب ثلاثة ملايين ونصف مشرد.  ويثبت تاريخ المنطقة العربية أنها معرضة لمخاطر عده:

اولا النشاط الزلزالي

يمتد نظام الصدع الأردني من البحر الأحمر مرورا بفلسطين عبر البحر الميت وشمال  في وادي البقاع بلبنان. كما أن بلاد المغرب العربي معرضة لخطر شديد من الزلازل في منطقة جبال الأطلسي والتي تمتد من المغرب إلى تونس مرورا بالجزائر والتي شهدت زلزال 2003 الذي أودى بحياة أكثر من 3000 شخص وتسبب في خسائر اقتصادية هائلة .

ثانيا موجات الجفاف

ضربت الأردن وسوريا موجة جفاف خاصة ًخلال الفترة 2007-2010 و هي الأسوأ على مدار العديد من العقود الماضية. فيما يتوقع أن تزداد معدلات انخفاض مستويات الأمطار عبر المنطقة بأسرها مما سيتسبب في تفاقم مشكلة ندرة موارد المياه, الى زيادة انعدام الأمن الغذائي.

ثالثا ارتفاع مستوى سطح البحر

ارتفاع درجة الحرارة العالمية يسبب ارتفاع مستوى البحر و فقدان أجزاء هامة من الأراضي الزراعية المنخفضة عبر المنطقة العربية. 18 % من سكان شمال إفريقيا يعيشون في مناطق ساحلية منخفضة، فيما تعتبر الإسكندرية والجزائر والدار البيضاء وتونس ونواكشوط من المناطق الأكثر قابلية للتضرر من ارتفاع مستويات سطح البحر.

رابعا انتشار الاوبئة

ظهرت الأنفلونزا الإسبانية في 1918، ثم انتقلت إلى أوروبا، وقد تعرض كل شخص على الأرض تقريبا إلى هذا المرض وحسب أحدث دراسة فقد قُدر عدد الوفيات بهذا المرض آنذاك ما بين  50 و100 مليون.   وتشير الدراسات الى عدم فعالية الكثير من الادوية بينما تتطور الفيروسات و الميكروبات المقاومة .

خمس استراتيجيات أثبتت نجاحا في احتواء وباء فيروس كورونا:

  • اختبر واختبر ثم اختبر مرة أخرى
  • عزل المصابين
  • الاستعداد والتصرف السريع
  • التباعد الاجتماعي
  • تعزيز تدابير النظافة الشخصية

حظر التجوال المشدد، والإغلاق الشامل، الذي جنحت نحوه بعض الدول العربية، كان يعني أنه سيُسبب مشاكل قاسية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، , سيؤدي إلى ارتفاع في الأسعار ونسب البطالة، وتآكل في القدرة الشرائية و الاتفاقية لدى الناس، بما ينعكس سلباً على الواقع الاجتماعي، ويؤدي بالضرورة إلى اضطرابات أمنية واجتماعية وعائلية، إضافة الى أزمة اقتصادية خانقة قد لا تتمكن بعض الدول العربية من مواجهتها .

تسعى الحكومات عبر العالم إلى إنقاذ الشركات المتضررة جراء تدابير الإغلاق في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، غير أن عمليات الإفلاس ستسجل زيادة حادة بنسبة الثلث، وفق ما أظهرت دراسة نشرتها شركة التأمين “يولر إرميس”

وبحسب “الفرنسية”، أوردت الشركة في التقرير أن وباء “كوفيد ـ 19 يولد قنبلة موقوتة من الإعسار المالي”، متوقعة زيادة بنسبة 35 في المائة في عدد الشركات التي تعلن إفلاسها بين 2019 و2021. وأوضحت أن ذلك سيكون رقما قياسيا على مقياسها للإعسار المالي في العالم، مشيرة إلى أن نحو نصف الدول سيشهد أعلى مستويات من الإفلاس منذ الأزمة المالية عام 2009.

اهم مقومات نجاح  استراتيجية ادارة الكوارث.

  • العمل الجماعي الذي يمكن من تقليل الآثار المتوقعة لهذه الأخطار, ويساعد على الحد من مخاطر الكوارث و انتشار الاوبئة.
  • فهم عوامل المخاطر الكامنة وبناء المعرفة والقدرات اللازمة لتقييم الأخطار والمخاطر وأشكال قابلية التضرر وكيفية علاجها و التعامل معها
  • الحفاظ على مكاسب التنمية وتعزيز قدرات المجتمعات والشعوب على مجابهة الآثار الناجمة عن الكوارث انتشار الاوبئة.
  • تسخّير جميع الموارد المتاحة والطاقات والإمكانات على نحو منظم لتحقيق أهداف.

الخلاصة

ادارة الحروب وانتشار الاوبئة ووقوع الكوارث تحتاج الى قيادة سياسية واعية قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة توازي بين المصالح الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية على الامد القصير والطويل ولا يمكن ان تُترك الى العسكر والاطباء و العلماء.

كان العالم ينظر الى الغرب و الولايات المتحدة و اسرائيل بانبهار و جاءت ارادة الله ان يرسل لنا جند من جنوده و عمل مثل ما عملت عصا موسى من قبل

ختاماً

انكر علينا البعض هذا التحذير والمطالبة بوجود التجهيزات التي لا تمنع الكارثة انتشار الاوبئة ولكن تحد من أضرارها. فنحن نعيش في عالم متشابك والكوارث قد تأتي لا محالة وبشكل متنوع و متكرر، ولا مجال وقتها للأمان الزائف. كل دولة و كل منطقة او محافظة بحاجة إلى مركز رئيسي لإدارة الكوارث والأزمات ومراكز في جميع المناطق  مع إيجاد فريق عمل ينسق ويعمل و ينسق مع جميع مراكز إدارة الكوارث الدولية و الاقليمية و المحلية. يحتاج أي فريق عمل الى  12-24 شهر لكي يكون فريقاً متجانساً كما يجب أن تكون لديه الإمكانيات والتدريب المستمر ويتمتع بشفافية عالية لإدارة الكوارث.

 

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *