كتاب الطريق الذي مشيته
قد لا يجد الإنسان خيار في الطريق الذي يختاره لنفسه ولكن يبقي عليه متى ما وجد طريقه أن يجد الخطي ويشقه بمثابرة محدداً المعالم بدقة واضعاً هدف بعيد وسلماً للصعود إليه بخطوات ثابتة حتى بلوغه غاية أهدافه.
والحديث الذي تكفيه كلمات قليلة للتعبير عنه هو في الأساس مشوار طويل يكدره الملل.. وعبء ثقيل يعززه الضجر.. وسهر كثير يجتاحه النعاس.. وإصرار شديد يعانده الخمول.. وهمة عاليه يعاديها الاثباط ولكن ولله الحمد كل تلك الآمال التي كان يصارعها وكاد أن يصرعها اليأس حققت المرحلة الأولي منها عندما بلغت الخمسين من عمري حيث حصلت حينها علي شهادة الماجستير في إدارة الأعمال للمدراء التنفيذيين من جامعة البترول.
ويبدوا إن العناء مؤلم في وقته ولكن بعد تجاوزه ينسي الإنسان مرارته ولا يتذكر إلا حلاوة التغلب عليه.. والألم الذي ينسي يخلق أمل جديد لهدف جديد وهكذا تكون الحياة، لمن أراد أن يستمتع بها ، مجموعة تحديات في مقدوره قهرها الواحدة تلو الأخرى.
لقد نسيت عذاب دراسة الماجستير وبقيت في ذاكرتي نشوة الحصول عليه ووجدتني مندفعاً إلي تحدي جديد أضع نفسي في أسره لمدة ثلاث سنوات محققاً في نهايتها درجة الدكتوراه في ادارة الأعمال من جامعة جون موريس ليفربول. وحتى تكون الدراسة بعيدة عن الهزل ولغرض التفاخر فقط، اخترت موضوع الرسالة من واقعنا ولمصلحة بلدنا فكان الموضوع ” دور الزراعة في تطوير الأرياف ومحاربة الفقر وتحقيق الأمن”.
وفي الصفحات القليلة التالية دونت كل ما استطعت جمعه من معلومات وأخبار نشرت عني وعن شركتي “الأعشاب الذهبية” خلال الثلاثون سنة الماضية.
ليس هناك في دنيانا هذه شيء سهل.. والسهل إدراكه سهل تحقيره. وكل شيء جميل محاط بشيء مؤلم فالزهور لها أشواك وحتى العسل محاط بلسعات النحل ومن أراد الشذى والشهد عليه أن يقبل ويتحمل الطعنات واللسعات وهكذا كان دأبي.
شكراً لله علي فضله ونعمائه .. وشكراً لعائلتي زوجتي ورفيقة دربي مشاعل وأبنائي فيصل وهيا وعبد الله ومشعل وحفيدي ماجد الفيصل علني أكون له قدوة.
تركي بن فيصل الرشيد
Leave a Reply